الخرطوم 10 يونيو 2018 صادق البرلمان السوداني، الأحد، على تعديلات في مشروع قانون الجنسية سيكون من شأنها إنصاف الآلاف من "البدون" المنحدرين من أصول جنوبية من جهة الأب وتمنحهم الجنسية السودانية. شعار حملة "أنا سوداني" لإعادة الجنسية للأبناء من أمهات سودانيات وأباء من جنوب السودان وتقطعت السبل بالعديد من السودانيين بعد انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011، إذ أفرز ميلاد الدولة الوليدة أجيالا من "البدون". واختار سكان جنوب السودان الانفصال عن بلدهم الأم إثر استفتاء في يوليو 2011، جاءت نسبته بأكثر من 98% لصالح الانفصال. وأجاز البرلمان في جلسته الأحد برئاسة رئيس المجلس إبراهيم أحمد عمر تقرير لجنة الأمن والدفاع حول مشروع قانون الجنسية السودانية تعديل سنة 2018 في مرحلة السمات العامة. وأكد رئيس اللجنة الهادي آدم في تقريره أن "القانون يأتي في إطار ضبط منح الجنسية السودانية ومعالجة أوضاع أبناء السودانيات من آباء من جنوب السودان بمنحهم الجنسية السودانية بالميلاد كحق ولمعالجة أوضاع ذوي الإثنيات الجنوبية المتوطنين بالسودان منذ أمد بعيد". وقال نواب إن التعديل يعمل على إزالة التعارض مع دستور السودان، مضيفين أن التعديل يعالج كثيرا من المشكلات مع دولة الجنوب. وفي يوليو 2011 صادق البرلمان السوداني على تعديل قانون الجنسية بموجبه تسقط الجنسية السودانية عن مواطني جنوب السودان بعد الانفصال وبناء على ذلك قامت وزارة الداخلية بنزع الجنسية حتى ممن قرر التمسك بالجنسية السودانية ورفض جنسية جنوب السودان". كما نتج عن ذلك عدم منح الجنسية لمن هم من أم سودانية وأب جنوب سوداني على الرغم من أن الدستور ينص صراحة على المساواة بين الام والأب في منح الجنسية لأبنائهم ونص قانون الجنسية لعام 1994 المعدل 2011 في الباب الثاني المادة (4/3) على أنه "يكون الشخص المولود من أم سودانية بالميلاد مستحقاً للجنسية السودانية بالميلاد متى ما تقدم بطلب لذلك". ودعا نواب البرلمان إلى توسيع دائرة المشاركة في المراحل الأخرى للقانون لأهميته ولمزيد من التدقيق. وأكد وزير الدولة بوزارة الداخلية بابكر أحمد دقنة مواءمة القانون الجديد للدستور، مشيرا إلى ضوابط الجنسية للأجانب، وقال إن الموافقة عليها من رئاسة الجمهورية تأتي بحكم القانون. وعمل ناشطون سودانيون على إنهاء معاناة حالات "البدون" التي خلفها انفصال جنوب السودان بنزع الجنسية من أبناء الأمهات السودانيات من أباء تعود جذورهم إلى جنوب السودان. وظلت أسرة حفيد عبد الفضيل ألماظ، أحد مؤسسي الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار، في الخرطوم تعيش بلا هويات بعد إسقاط الجنسية السودانية عن الأسرة عقب انفصال جنوب السودان.