وصف الرئيس السوداني عمر البشير المباحثات التي استضافتها الخرطوم بين أطراف النزاع الجنوب سوداني بانها كانت "صعبة"، داعيا لمزيد من الجهود لمراقبة وقف طلاق النار وبناء الثقة. البشير تعهد بمتابعة تنفيذ الاتفاقية "خطوة خطوة" وانتهت في الخرطوم الأسبوع الماضي مفاوضات امتدت لقرابة الشهرين بين أطراف النزاع في جنوب السودان توجت بتوقيع اتفاقيات على وقف إطلاق النار وقسمة السلطة ومسؤوليات الحكم خلال الفترة الانتقالية، تحت رعاية الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد) وبوساطة مباشرة من الرئيس عمر البشير ووزير خارجيته. والتقى البشير الأحد بمقر اقامته بالعاصمة الصينية رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، وناقشا الأمن والاستقرار في الإقليم وجهود السودان لإحلال السلام والأمن في دولة جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى. يشار الى أن الخرطوم رعت أيضا الأسبوع الماضي مفاوضات بين القوى المتنازعة في جمهورية أفريقيا الوسطى، خلصت الى توقيع اتفاق التزمت الأطراف بموجبه بتحقيق السلام والاستقرار في البلاد التي تشهد أعمال عنف شبه متصلة. وقال البشير بحسب وكالة السودان للأنباء إن المحادثات بين أطراف دولة جنوب السودان "كانت صعبة" تم التوصل خلالها إلى اتفاق، وأضاف أن المرحلة القادمة ليست سهلة وتتطلب مزيد من الجهود لمراقبة وقف إطلاق النار وتجميع القوات وبناء الثقة بين الأطراف. وأشار الى أن السودان نجح في جمع الطرفين المتنازعين في جمهورية أفريقيا الوسطى "لأول مرة " وأنهما أظهرا استعدادا لمواصلة المحادثات وتهيئة المناخ الإيجابي لنجاحها. وقال البشير إن السودان سيدعو في وقت لاحق الاتحاد الإفريقي للمشاركة في هذه الجهود إذا تقدمت المحادثات. من جهته أعرب موسى فكي عن تقديره لجهود الرئيس السوداني في إحلال السلام بدولة جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى ووصفها بأنها مهمة صعبة. الى ذلك بحث البشير مع رئيس الوزراء الإثيوبي الرئيس الحالي ل (ايقاد) آبي أحمد، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والسلام والأمن في منطقة القرن الإفريقي، كما أطلعه على مسار اتفاق إحلال السلام والمصالحة بدولة جنوب السودان ودخوله المراحل التنفيذية وآليات مراقبة وقف إطلاق النار وتجميع القوات. وتطرق اللقاء لجهود السودان في تحقيق السلام بجمهورية إفريقيا الوسطى و"البداية المشجعة للمحادثات التي تعتبر الأولى بين الطرفين المتنازعين". وعلى هامش قمة التعاون الأفريقي الصيني عقد الرئيس السوداني محادثات مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن السيسي رحب بلقاء نظيره السوداني عمر البشير، مؤكداً ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية طويلة وممتدة، كما أشاد بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات. وأضاف بسام، أن السيسي أكد حرص مصر على استمرار التنسيق والتشاور المكثف بين الجانبين، لتطوير التعاون المشترك بما يلبى طموحات الشعبين. وذكر راضى، أن المباحثات بين الرئيسين تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، ودعم العلاقات الاقتصادية والتجارية، بما يحقق التكامل بين جهود البلدين، لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية، وتطرق اللقاء إلى تطورات التحضير للجنة العليا المشتركة القادمة، بحضور الرئيسين. كما استعراضا آخر المستجدات الخاصة بعدد من الموضوعات الإقليمية، حيث اتفق الرئيسان على استمرار وتعزيز التشاور والتنسيق المشترك، لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة والعمل على التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها الدول العربية والإفريقية.