الخرطوم 11 سبتمبر 2018 أطلقت السلطات المحلية في منطقة المفازة التابعة لولاية القضارف، شرقي السودان، نداءً لإغاثة نحو 9 قرى عزلتها مياه الأمطار والسيول بالكامل وشردت نحو 1152 أسرة. سيول تجرف الطرق الرئيسة في محلية المفازة وتعزل القرى وقال معتمد محلية المفازة عبد العاطي حسن دكين ل "سودان تربيون" إن السلطات أجلت الأسر المتضررة عبر القوارب إلى مناطق آمنة وحولت المدارس إلى معسكرات وفرت فيها خدمات المياه والإيواء والصحة. وأكد دكين أن المنطقة تعرضت خلال 72 ساعة لأمطار بمعدلات عالية وصلت إلى 260 ملم، فضلا عن فيضان نهر الرهد الموسمي ووادي "أبو فارغة" الذي يأتي بكميات مياه أكبر من النهر. وأوضح أن المتوقع هو حدوث الفيضان في الفترة من 1 إلى 23 أغسطس، لكن الفيضانات هذا الموسم فاجأت قرى المفازة أول سبتمبر. وأشار إلى أن السيول والأمطار غمرت بالكامل قرى الخشخاشة "200 أسرة"، حري أبكر "100 أسرة"، العطيفة "90 أسرة"، الطنيدبة "81 أسرة"، الجزء الشرقي لمدينة أبو رخم "45 أسرة"، ود عطية "30" أسرة وحوى البنية "43 أسرة". وأضاف معتمد المفازة أن جملة المتضررين في محليته بلغ 1152 أسرة، متوسط الأسرة الواحدة 8 أشخاص. وحذر من أن العام الدراسي على الأبواب في غضون 20 يوما ما يقتضي ايجاد معالجات سريعة ومدروسة للمتأثرين الذين طالبوا حكومة الولاية بتخطيط قرى في مناطق آمنة. وأفاد أن الأوضاع فوق طاقة السلطات المحلية مناشدا المنظمات الإنسانية والخيرين بمد يد العون وتوفير المساعدات من خيم للإيواء ومواد غذائية ومستلزمات طبية. وتشير "سودان تربيون" إلى أن والي ولاية القضارف ميرغني صالح وعددا من مسؤولي الولاية تفقدوا المناطق المنكوبة يوم الإثنين، عبر طائرة عمودية لاستحالة الوصول إلى المتأثرين برا. وأبلغ المهندس حسن محمود العماس، متخصص في تشييد الطرق ومن أبناء المنطقة، "سودان تربيون" أن ما زاد من معاناة المتضررين بالمفازة عدم وجود طريق أسفلت فضلا عن ردمية بطول أقل من 100 كلم لم تشيد بالمواصفات المطلوبة وقطعتها السيول في عدة مناطق. وأبان أن هذا الوضع ساهم في عزلة القرى المتأثرة، منوها إلى أن سفلتة هذا الطريق يخدم منطقة ذات كثافة سكانية عالية وذات انتاج زراعي وحيواني وفير. وقال العماس إن رصف طريق "المفازة الحواتة الفاو" من شأنه أن يحفز أهالي القرى على الانتقال من مجرى نهر الرهد إلى السكن بمحاذاة طريق الأسفلت. من جانبه وصف لطفي عبد الله من سكان المفازة السيول والأمطار التي شهدتها المنطقة بأنها "قياسية". وأكد أن العديد من القرى عزلتها المياه التي جرفت "ردمية" الطريق في 13 موضعا، فضلا عن تسببها في نفوق الحيوانات وغمر حوالي 78% من المساحات المزروعة بالسمسم والذرة.