شهدت ولاية القضارف في اليومين الماضيين هطول أمطار غزيرة وبمعدلات عالية تجاوزت ال (500) ملم في أنحاء متفرقة من الولاية مما أدى لحدوث سيول وفيضانات جرفت عشرات المنازل في محليات الفاو المفازة القلابات الشرقية ومحلية وسط القضارف وكشفت تقارير تحصلت عليها (الإنتباهة) عن تضرّر المئات من المواطنين جراء سقوط منازلهم وفقد الآلاف المأوى والغذاء بسبب تلك السيول. وفي محلية وسط القضارف تم تشكيل لجنة للطوارئ لمتابعة الموقف في المناطق التي غمرتها السيول القادمة من منطقة البطانة في كل من «بوكشمة والقدمبلية وترفة الحبل وكيلو ستة والقلع كنانة وكمبو 4 والفريق الأول والثاني والثالث»، وقال المدير التنفيذي لمحلية ريفي وسط القضارف الباقر مالك إن هناك (5) مدارس تضررت وتأثرت سقوفها كمدرسة «أم خنجر المدرسة وأم خنجر الدونكي وأبو كشمة وود شعبوط وأمت رميلة جنوب وشمال وكمبو 5» وهي تعتبر تأثرت جزئيًا، ومضى إلى أن السيول القادمة من البطانة وخور أبو فارقة ارتدت إلى تلك المناطق إلى جانب تأثر عدد من الردميات التي قامت السيول بجرفها كمناطق الكراديس وودكابو، الشميلياب، ود السيد، حلة حسن، والشرفة، والعقل، ومضى الباقر إلى أنه تم تدارك الموقف الصحي وسيرت حملات لرش تلك المناطق المتضررة رغم صعوبة الوصول إليها من جراء استمرار هطول الأمطار وتم إرسال تركترات وبمساعدة الشباب واللجان الشعبية وتركز البرنامج لمعالجة الوضع الصحي والوقاية الصحية، وأشار الباقر إلى عدم وجود أي خسائر وأن هناك غرفًا وطوارئ داخل المحلية لمتابعة الأمر من الهلال الأحمر ديوان الزكاة والشرطة ومنظمات المجتمع المدني، وقال: إن هذه الأمطار تشكل إنذارًا مبكرًا؛ لأن الخريف في بواكيره، وإنهم يتلقون البلاغات ورغم هطول الأمطار إلا أنه لم تصل إلينا أي بلاغات.. من جانبه حمل سمير التقي البهلول نائب دائرة المفازة بتشريعي القضارف حمل الخسائر التي تعرضت لها عشرات الأسر التي فقدت المأوى في معظم قرى محلية المفازة إلى حكومة الولاية ووزارة الري الاتحادية التي أقامت جسرًا في نهر الرهد غيَّر مجرى النهر وتسبَّب في إغراق الكثير من القرى والبساتين على ضفتي النهر، حيث تضررت حوالى «125600» شجرة مثمرة وقد رفعنا صوتنا منذ وقت مبكر وأشرنا لهذا الخطر الذي يتهدد قرى نهر الرهد ولكن لم يستجِب أحد من المحلية أو غيرها لهذا النصح واعتبروه حديثًا سياسيًا، وقال البهلول: إن المياه الراكضة في هذه القرى ستشكل خطرًا على حياة السكان بانتشار الأمراض والإسهالات المائية وستعيق نمو الشتول الجديدة التي وفرتها وزارة الزراعة من جنوب إفريقيا رغم أن محلية المفازة تجني من وراء هذه المزارع المليارات في شكل رسوم على منتجاتها وكشف عن تدمير «8» آلاف فدان من المساحات المزروعة بالمحاصيل غرب الرهد منها «620» حيازة زراعية، وأشار النائب البرلماني سمير التقي إلى توقف جميع العمليات الفلاحية بتلك المناطق بقرى شرق الرهد بما فيها حاضرة محلية المفازة الممولة من الاتحاد الأوربي، وعاد التقي ليقول: إن قيام السد الترابي الذي بلغت تكلفته مليون ونصف المليون دولار نفذ بطريقة خاطئة ورغم ذلك وجد مساندة من المعتمد بالمفازة والمدير التنفيذي الذي قلَّل من تلك المشكلة إلى أن جاءت الطامة، مبينًا أن الخطر يتهدَّد الآن حوالى «10» ألف أسرة تواجه شبح السيول والفيضان بحلول الخامس عشر من هذا الشهر الذي ترتفع فيه مناسيب نهر الرهد إلى أعلى المستويات حسب قراءات الأرصاد الجوي وتوقع حدوث كارثة بيئية وصحية ربما توقع ضحايا بين المتأثرين.. وذكر عضو مجلس تشريعي ولاية القضارف سمير التقي أن الأمطار والسيول شردت نحو «200» أسرة من قرى ود غتيت، سمبو وحلة الشريف وتم إجلاؤهم في مدارس بالمفازة ويواجهون نقصًا في الغذاء ويعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية، ودعا السلطات لتنفيس الترس الترابي أو إزالته بشكل نهائي لتفادي مواطني المنطقة بضفتي نهر الرهد خطر الفيضان والسيول ووجه انتقادات حادة لوزير التخطيط العمراني بولاية القضارف قائلاً إنه زار المناطق المنكوبة، وأقصى ما فعله وجَّه بإيواء المتضررين في مدارس وكان لحظتها يمتطي «لانش» واكتفى بالعودة للقضارف دون أن يوضح أو يكشف عن دور وزارته في تخفيف حجم معاناة مواطني المفازة مع هذه الفيضانات.. وطالب العضو البرلماني والي القضارف بفتح تحقيق مع الجهات التي تسبّبت في هذه الكارثة الإنسانية التي قوبلت بتكتم إعلامي لإخفاء الخيبة والفشل جراء الخسائر التي تعرَّض لها السكان وإتلاف بساتينهم التي قدرت بالملايين وأثنى على دور وزارة الصحة بالولاية التي قامت بدور كبير في تخفيف وطأة الحالة الصحية وكانت الأمطار والسيول شردت حوالى «51» أسرة بمحلية القلابات الشرقية بسبب سيول ضربت منطقتي ود الشجرة والسمينة قبل يومين دون وقوع خسائر في الأرواح بينما كانت السيول جرفت طريق الحمراء الشواك قبل إصلاحه من وحدة تنفيذ السدود.