انتظمت العاصمة السودانية ومدن عديدة في الولايات موجة احتجاجات واسعة تطالب برحيل النظام الحاكم، بينما وسعت الأجهزة الأمنية حملة الاعتقالات واقتادت مساء الجمعة رئيس حزب المؤتمر السوداني بعد اقتيادها في وقت سابق عدد من كوادر المعارضة في تنظيمات مختلفة. محتجون في الخرطوم ينددون بالحكومة ويطالبون برحيل البشير .. الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 صورة من مواقع التواصل وقالت أمانة الإعلام في حزب المؤتمر السوداني إن قوة من جهاز الأمن اقتادت الدقير من منزله في تمام الساعة السادسة الا ربع مساء الجمعة "في إطار حملة أمنية تشنها سلطات النظام القمعية على حزب المؤتمر السوداني وقوى المعارضة السودانية لصد المد الجماهيري المتصاعد". وجاء اعتقال رئيس الحزب المعارض بعد وقت وجيز من تصريح أدلى به لسودان تربيون دعا فيه قواعد حزبه وكافة السودانيين لمواصلة المظاهرات وصولا الى إسقاط النظام الحاكم. وأكد الحزب في بيانه أن الاعتقالات لن تؤثر على الحزب ولا الثورة التي انطلقت في ديسمبر، وأضاف " نؤكد أن وصية رئيس الحزب المعتقل عمر الدقير بأن لا نعود من منتصف الطريق ستكون في قلوب وعقول كل منا ونحن نخوض معركتنا هذه مع نظام الإنقاذ البائد". وقالت لجنة من منظمات المجتمع المدني في بيان الخميس، إن السلطات السودانية ألقت القبض على 9 على الأقل من قادة المعارضة والناشطين. وكشف بيان للجنة إن السلطات داهمت اجتماعًا لزعماء المعارضة في الخرطوم، واعتقلت 9 بينهم القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف، وقياديين من حزب البعث والحزب الناصري. ومنذ صباح الجمعة شهدت شوارع العامة السودانية انتشارا أمنيا لافتا وسط المساجد الرئيسية والشوارع المهمة في مسعى منها للحد دون تمدد المظاهرات التي دعا ناشطون لانطلاقها بعد صلاة الجمعة. وبالفعل خرج آلاف السودانيين في غالب المدن بالعاصمة والولايات،استمرارا للحراك الشعبي المتزايد في وجه النظام الحاكم. وشهدت مدن عديدة في السودان خروج متظاهرين مطالبين بإسقاط النظام ومشددين على سلمية الحراك. وخرج مئات المصلين من مساجد بأحياء المنشية، الصحافة، بري، امتداد ناصر، الشجرة، ود نوباوي، امبدة، الثورة، شمبات، الشعبية الجريف وأحياء أخرى. قابلتها قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز. وقالت الأمانة العامة لحزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي الى أن مساجد بالعاصمة والولايات شهدت الجمعة خروج جموع الشعب السوداني "استجابة لنداء الواجب الوطني في مواجهة ظلم وطغيان النظام القمعي". وأضافت في بيان "رغم احتلال مليشيات النظام للمساجد والميادين والأسواق، الا أن الحشود فتحت مساراتها في تظاهرات هادرة عنوانها إسقاط النظام، غير مكترثة للقمع والبطش والقتل، لترسم لوحة زاهية للبطولة والصمود والإقدام". واستهجن البيان استهداف السلطات السودانية لأبناء دارفور واتهامهم جزافا بالتخريب برغم أن كل الشواهد تؤكد براءتهم بينما يعلم "القاصي والداني أن وراء التخريب منسوبي النظام نفسه". اما في الولايات فسجلت مدينة عطبرة حيث انطلقت شرارة الاحتجاجات تدافع الاف المواطنين الى الشوارع هاتفين برحيل النظام ومنادين بالسلام والحرية. كما خرجت مدن مدني وحلفا الجديدة وبورتسودان وسنار والدندر في مسيرات غاضبة مماثلة.