خرج مئات السودانيين في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى الإثنين في موجة احتجاجات متصلة منذ أكثر من 10 أيام للمطالبة برحيل نظام الرئيس عمر البشير، واستخدمت قوى الأمن الرصاص والغاز المدمع لتفريق الحشود وسقط عدد غير معروف من الجرحى بالرصاص، كما جرى اعتقال أعداد كبيرة من المتظاهرين. آلاف السودانيين ينزلون الى الشارع للمطالبة برحيل النظام الحاكم .. الإثنين 31 ديسمبر 2018 وتحولت منطقة وسط الخرطوم حيث كان مقررا أن تكون نقطة انطلاق المظاهرة السلمية، الى ما يشبه الثكنة العسكرية منذ فجر الإثنين وانتشرت على امتداد الشوارع المحيطة بالمكان قوات شرطية وأمنية كبيرة، وتم اغلاق المحال التجارية ومنع السيارات من الوقوف بالمنطقة بينما رابطت في مناطق متفرقه من العاصمة سيارات مكشوفة عليها أسلحة ثقيلة وجاب رجال مسلحين يرتدون زيا مدنيا وسط الخرطوم طولا وعرضا، كان بعضهم على ظهر عربات "دبل كاب". وتعاملت القوات الأمنية بشراسة وقسوة بالغين مع المحتجين وفقا لتأكيدات مشاركين في الحشد الذي دعا اليه تجمع المهنيين السودانيين وساندته قوى سياسية ومنظمات مدنية. وأفاد شاهد العيان أنس فضل المولى (سودان تربيون) أن مئات المتظاهرين تجمعوا حول المنطقة المحيطة بدوار (القندول) حيث كانت ترابط عربات الشرطة والأجهزة الأمنية بأعداد كبيرة. وأضاف "في الوقت المحدد لانطلاق المظاهرة شرع أفراد من الشرطة في مطالبة المواطنين بعدم التجمع والابتعاد، إلا أن الحشود بدأت تظهر من الشوارع الجانبية مرددة شعارات مناوئة للحكومة". وأردف" عندها بدأت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع والطلقات الحية في الهواء لإخافة وتفريق المتظاهرين. ثم بدأت مطاردات في الشوارع الفرعية، نتجت عنها حالات اعتقال لأعداد كبيرة من المتظاهرين بينهم شابات كن يحملن لافتات". وصمد عشرات المتظاهرين في مواجهة قنابل الغاز مرددين هتافات تؤكد سلمية الاحتجاج، ومع ذلك سفط بعض الشباب مضرجين بالدماء نتاج استهدافهم بالرصاص. وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر شاب مصاب بالرصاص في رأسه وآخر ينزف من ساقه بينما كان زملاء لهما يستنجدون لإسعافهم، كما بث فيديو لشاب يدعى الغفاري متولي وهو مصاب برصاصة في الرأس. وأفادت قيادات في حزب الأمة أن الأجهزة الأمنية اعتقلت كريمة رئيس الحزب زينب الصادق المهدي لتلحق بابنها المعتقل منذ 19 ديسمبر الماضي. ومع اشتداد التضييق الأمني على المحتجين في وسط الخرطوم خرجت المظاهرات الى مناطق أخرى، ورصدت (سودان تربيون) احتجاجات واسعة للمئات في منطقة السجانة لاحقتها القوات الأمنية في الأحياء والقت قنابل الغاز داخل أحد المنازل بمنطقة (الحلة الجديدة). وأكد الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف انتصار المحتجين في (معركة ميدان القندول) لافتا الى أن مدن سنار وحلفا الجديدة وومددني كانت على العهد. وأوضح في بيان تلقته (سودان تربيون) إن الشعب على موعد مع "أعداء الحرية والكرامة" في مظاهرات مسائية احياء لرأس السنة الميلادية. وأردف"سنغني في الشوارع غناء الحرية والوطن وسنستقبل العام الجديد ونحن نعلم أنه عام قبر الشمولية والفساد".