خرج الاف السودانيين في العاصمة السودانية الثلاثاء هاتفين ضد نظام الرئيس السوداني عمر البشير ومطالبين برحيله من على سدة الحكم، ورغم العنف المفرط الذي قابلت به القوات الأمنية المحتجين الا انهم تمكنوا من الصمود لساعات وسط أنباء عن سقوط مصابين، كما جرى اعتقال عدد كبير بينهم سياسيون. محتجون في الخرطوم ينددون بالحكومة ويطالبون برحيل البشير .. صورة من مواقع التواصل وحظيت دعوة التظاهر للاحتجاج والمطالبة بتنحي الرئيس البشبر التي تبناها تجمع المهنيين استجابة واسعة من الاف الشباب والشابات الذين تجمعوا في نقاط مختلفة بقلب العاصمة الخرطوم منذ وقت مبكر، بينما طوقت قوات الشرطة وسيارات الأمن منذ الصباح الباكر الموقع المحدد للتجمع في ميدان (أبو جنزير) القريب من شارع القصر المؤدي لمبني القصر الجمهوري. وفي الموعد المقرر لبدء الاحتجاج عند الواحدة ظهرا شرعت أعداد كبيرة من المحتجين في التجمع من شوارع جانبية والتلاقي هاتفين بشعارات على شاكلة "سلمية .. سلمية " و "حرية سلام عدالة والثورة خيار الشعب" و "الشعب يريد اسقاط النظام". وسرعان ما تعاملت القوات الأمنية والشرطية مع التجمعات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية دفعت المتجمعين للتفرق الى شوارع جانبية، بينما جابت سيارات تتبع لجهاز الأمن المنطقة وعمدت الى اعتقال كل من تشتبه في مشاركته بالاحتجاج. ومع ذلك عادت مجموعات كبيرة للتجمع من جديد عند تقاطع شارع البلدية مع المك نمر في محاولة للتقدم من جديد صوب القصر لكن رجال الشرطة شكلوا حاجزا امام المحتجين ومنعوهم من الاستمرار في المسير، بينما كان المتظاهرين يحاولون تحييد قوات الشرطة بإطلاق هتاف على شاكلة " يابوليس اقلع كاكيك ..نحن اخوانك منك وفيك" مع شعارات عالية تؤكد سلمية المظاهرة. وفي شارع السيد عبد الرحمن قابلت قوات أمنية مجموعة أكبر من المحتجين بإطلاق قنابل الغاز كما سمع دوي رصاص كثيف. وأكد شهود عيان ل "سودان تربيون" رؤيتهم أكثر من مصاب وسط الحشود جرى نقلهم الى مستشفى الزيتونة القريب من موقع المظاهرات. ومنع رجال بزي مدني يرجح انتماءهم الى الأمن الصحفيين من التقاط الصور، كما وقع اعتداء على مصوري القنوات الفضائية ومراسليها وصودرت هواتف نقالة عمد منسوبي الجهاز لمسح الصور والفيديوهات منها قبل اعادتها للصحفيين. اعتداء على صحفي ب (السوداني) وفي صحيفة السوداني القريبة من شارع المك نمر حيث كان التجمع الأكبر للمحتجين اقتحم رجال بزي مدني الصحيفة وأعتدوا على المحرر العام للصحيفة ياسر عبد الله قبل اقتياده بالقوة بعد أن أطلقوا الغاز المسيل للدموع وطلقات في الهواء على سبيل التخويف. وأفاد صحفيون (سودان تربيون) أن سيارة لجهاز الأمن تحمل عددا من الأفراد طلبوا من شاب كان يقف قريبا من الصحيفة إزاحة بعض الحجارة والإطارات من الشارع لكنه رفض بحجة انه لم يضعها ليحركها وسانده في ذلك الصحفي ياسر الذي كان يرقب المشهد وما كان من مسؤولي الأمن الا أن أطلقوا الرصاص وبدأوا في ضرب ياسر على رأسه مستخدمين مؤخرة السلاح وأصروا على اعتقاله وتم بالفعل حمله على السيارة والاستمرار في ضربه ثم أخلوا سبيله لينقل الى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات.