أخلت السلطات الأمنية في الخرطوم سبيل الصحافي البارز فيصل محمد صالح بعد توقيف الخميس بسبب تأييده الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بينما تترقب الأنظار موكب جديد لقوى المعارضة الأحد ينتظر تحركه من أربع نقاط في ولاية الخرطوم صوب القصر الرئاسي. آلاف السودانيين ينزلون الى الشارع للمطالبة برحيل النظام الحاكم .. الإثنين 31 ديسمبر 2018 وكان عناصر من جهاز الأمن والمخابرات الوطني اعتقلوا الخميس الصحافي السوداني في مكتبه. وقال صالح، الحائز جائزة بيتر ماكلر للصحافة الأخلاقيّة والشجاعة، إن العناصر اقتادوه للاستجواب على خلفية مواقفه من الاحتجاجات التي يشهدها السودان منذ 19 ديسمبر 2018. وأضاف لوكالة فرانس برس " قلت لهم إنني أؤيد المحتجين الذين يتظاهرون سلميا، لكنني لست عضوا في أي مجموعة منظّمة لهذه التظاهرات". وأوضح أنه عبّر في الأسابيع الأخيرة عن موقفه من التظاهرات عبر شبكات تلفزيونية إقليمية ودولية عدة. وبعيد إطلاق سراحه قال صالح إن "الضباط كانوا يريدون أن يعرفوا آرائي، وبعد مناقشات كثيرة، أخلوا سبيلي عند منتصف الليل". وفيصل صالح صحافي متمرس، ومعروف بدفاعه القوي عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة في بلاده، وحاز في 2013 جائزة بيتر ماكلر، رئيس التحرير السابق لوكالة فرانس برس. وهو أحد الصحافيين الذين تم التحقيق معهم على خلفية تقارير عن تعرّض ناشطة شابة للاغتصاب من قبل عناصر جهاز أمني، وقد أدخل السجن لأيام عدة بسبب توجيهه انتقادات لنظام الرئيس عمر البشير. وصنفت منظمة مراسلون بلا حدود السودان في المرتبة 174 من بين 180 بلدا من حيث مؤشر حريات الصحافة العالمي للعام 2017، وقالت إن جهاز الأمن والمخابرات الوطني "يطارد صحافيين ويفرض رقابة على وسائل الإعلام المكتوبة". واعتقل الجهاز عددا كبيرا من الناشطين والصحافيين، منذ بداية الاحتجاجات رفضا لرفع سعر الخبز. وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي يضم مدرّسين وأطباء ومهندسين أنه يعتزم تنظيم تظاهرات جديدة الأحد. ودعا السبت في بيان مناصريه الى التجمع في أربع نقاط في الخرطوم ثم الانطلاق في مسيرة نحو القصر الرئاسي. وخرج العشرات إلى الشوارع الجمعة في مختلف أحياء ولاية الخرطوم مطالبين الرئيس عمر البشير بالتنحي، بينما أعلن تجمع المهنيين السودانيين عن اعتقال المتحدث باسمه محمد ناجي الأصم. ودعت جماعات المعارضة السودانية إلى التظاهر يوم الجمعة في مختلف المدن من أجل إبقاء الشارع معبأ قبل موكب الأحد 6 يناير لمطالبة البشير بالرحيل. وبعد صلاة الجمعة خرجت مظاهرات متفرقة في الخرطوم، بحري وأم درمان. لكن مراقبين يرون أن الاحتجاج الأكثر أهمية كان من حي ود نباوي بأم درمان حيث يقع مسجد الأنصار الذي يرتبط تاريخيا بحزب الأمة برئاسة الصادق المهدي. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وبحب مراسلون وشهود عيان فإن أعداد المتظاهرين الذين شاركوا في مظاهرات الجمعة بدت أقل من الاحتجاجات السابقة التي جرت الأسبوع الماضي. كذلك اعترف النشطاء ل (سودان تريبيون) بانخفاض مستوى الحضور، مشيرين إلى أن بعض القوى اقترحت التركيز فقط على التعبئة لمظاهرة يوم الأحد. علاوة على ذلك، يشير المحللون إلى أن الحكومة عملت على إنهاء نقص الخبز والتحكم في سعره، لافتين إلى أن رجال الأعمال الروس ساهموا في حل نقص دقيق القمح. وفي تطور ذي صلة، أصدر تجمع المهنيين السودانيين بيانا الجمعة أكد فيه اعتقال محمد ناجي الأصم، المتحدث باسم التجمع. وقال البيان "نحمل جهاز الأمن مسؤولية سلامه الأصم وسلامة جميع المعتقلين". وأكد التجمع إن الاعتقالات التعسفية لن يثنيهم عن "مواصلة المسيرة مع الشعب من أجل الحرية والتغيير". وطمأن البيان مؤيديه بأن اعتقال الأصم لن يزعجهم لأن العديد من المندوبين داخل البلاد وخارجها سيستمرون في إيصال رسالته