المتابع والمراقب عن كثب لما يدور علي الساحة السودانية ، وما ينشر حولة ، منذ اندلاع ثورة الشباب في التاسع عشر من ديسمبر عام ألفين وثمانية عشر ، و التي ما تزال تدور رحاها حتى الآن علي ارض العاصمة المثلثة و عدة مدن و أرياف من السودان . وهذا يؤكد وبلا ريب ابداع هذا الجيل من الشباب ، و قدرته علي استخلاص طرقه الخاصة في مقارعته نظام الابالسة الدموي اللصوصي ، نظام المؤتمر الوطني/الإسلامي المجرد من كل القيم الإنسانية النبيلة ، منذ سطوتة علي السلطة إلي يومنا هذا . وهنا نقف اجلالا وتقديرا لشهداء هذا الحراك ، و نترحم علي أرواحهم الطاهره . و علينا جميعا ان نتعلم الدرس منهم ، حيث أنهم صدقوا فيما آمنوا به و اوفو بوعدهم و ما بدلوا تبديلا . وكل ما كتب و نشر وقيل حول هذه الثورة الشبابية ، أن دل إنما يدل علي شئ واحد الا و هو ان كل الشعوب السودانية تؤيد وتناصر بل تشاركهم الحلم و الفعل من أجل تحقيقه ، و حتي القوي و المجموعات التي ، يختلف نهجها و وسائل كفاحها من أجل إسقاط النظام الفاشي في الخرطوم . جمدت حتى التحدث عن حقها في الترويج و التسويق لقناعاتها و فكرها و وسائلها المشروعة التي اتخذتها وارتضها طريقا لإسقاط النظام في الخرطوم . و وقفت صفا واحدا موحدا داعمة و مؤيدة لثورة الشباب ، و نادوا معهم بشعار الثورة (تسقط بس) و سلميتها مائة بالمائة . وبغض النظر عن قناعاتهم الفكرية و السياسية ، و لم يعارضوا ويخالفوا الأمر الواقع ، حفاظا علي وحدة الصف ، و تفويت الفرصة علي نظام الذل و المهانة في الخرطوم ، لكي لا تترك له ثغرة ينفذ منها ، وما يزال هذا هو موقفهم من الوضع الماثل علي ارض الواقع . و نؤكد علي ذالك ، لكي لا ينبرى لنا أحدا و يجعل من قولنا هذا كبش فداء ، لما يجول بخاطر نفر غير قليل ، من السادة الساسة و المفكرين ، الباحثون عن ضالة لهم يتنفسون من خلالها عن ضيم معتمل في دواخلهم ، حاولوا اخفاءه عن الأنظار ، وهم محتارون و مشدوهون و مشتتى الأفكار لمدي حكمة و فطانة الذين كانوا و ما ينفكوا لهم قناعاتهم وطرقهم الاخرى في التصدي للنظام و أقتلاعة ، و يحكمون العقل باذرين بذرة رتق النسيج الاجتماعي و السياسي السوداني ، متقاضين عن كثير . واؤلئك يتربصون لزلة لسان منهم ، يعيدون عبرها نشر غسيلهم القذر ، ليسمموا به أجواء التعاضد و التلاحم السائدة علي فضاء الوطن كدأبهم الذي ساهم في استمرار النظام طيلة هذا الزمن الذي قارب الثلاثين عاما وبحكم تمسكنا بوحدة الصف فهذا لا يمنعنا من قول كلمة حق تعصمنا من تكرار أخطاء الماضي ، وتجعلنا بالفعل نعي و ندرك ما نقول ، حول مستقبل الوضع المقبل في السودان ، كذلك من أجل تمتين وحدة الجميع خلف ثورة الشباب لحين بلوغها غاياتها و إنجاز أهدافها . من أجل ذلك كله علينا أن نقرن القول بالعمل ، وعلينا توقي الدقة و توخي الحذر عند سرد الوقائع و الأحداث ، و مراعاة لا أقول أحاسيس بل مواقف و أرآء مجموعات كثيره من اهل السودان ، كان لها القدح المعلا في زعزعة و خلخلة اركان نظام الانقاذ الدموي الفاجر المتربع علي عرش السلطة في الخرطوم اليوم ، فيجب أن لا ننسى ان نقول الحق فيما بذلته هذه المجموعات من تضحيات جسام حتى وصلنا لما نحن فيه الآن . ومن الملاحظ في ذلك أن هنالك أشياء كثيرة لوحظت و مررت و ابتلعت اكراما وتقديرا لدور الشباب الثائر و شعاراته التي يلتمس منها الميول لالتئام الجراح ، والعزوف عن أثارة النعرات الجهوية و المناطقية ، لذلك تري كل القلوب معهم و الحناجر تهتف لهم و الأيدي تتشابك و الكتوف تتحاذي معهم كر ا وفرا ، و ستظل هكذا تعبيرا صادقا عن الشيم السودانية الأصيلة ، حالة تعدي عدو علي حقوق و كرامة الإنسان السوداني . فتراهم يهبون زرافات في سبيل نصرة الحق ، فلنعمل للحفاظ علي راب الصدع هذا ، و سد كل الثغرات بعدم تكرار تلك الملاحظات و بتكرارها يصعب علي الكثيرين تحملها و ابتلاعها مرات و مرات ، ونذكر الذين يتكلمون أو يكتبون عن هذه الثورة ، تشجيعا لها و لنصرتها ، أن يتحروا الدقة في تناول الأحداث و تدوينها ، و أن كانوا لا يعلمون بدقيق الأحداث ، أو ربما لديهم العلم بها و ينقصهم الاهتمام بها كثيرا في زمان حدوثها لأسباب تخصهم ، و نما اهتمامهم بها حديثا ، فعليهم صدق القول عند تناولها . و إلي هؤلاء نقول و نذكر بأن هنالك انتفاضات و ثورات اندلعت ضد هذا النظام اللصوصي الفاسد و ما زالت مستمرة ، و بأدوات مختلفة اختاروها مشعلي هذه الثورات و كلهم قناعة بخياراتهم و التي تناسب ظروفهم .وان شرارة الثورة ضد هذا النظام و للحقيقة و التاريخ لم تنطلق من عطبرة في التاسع عشر من ديسمبر من عام ألفين وثمانية عشر ، وهذا ليس تقليلا من مكانه مدينة عطبرة الصامدة المعروفة بتاريخها النضالي العمالي العريق و دورها البارز الإيجابي في تاريخ السياسة السودانية ، و إنما عملا بالحقائق وقفل الطريق أمام أي محاولات جديدة لتزيف التاريخ ، كما هو حادث لتاريخينا الحديث . كما أن فظائع النظام وعدم اخلاقيتها وبكل اطوارها لم تبدأ ولم تكن وليدة اليوم ! فهي قديمة بقدم النظام ، و لكن العجيب في الأمر أن يتفاعل البعض مع ما يحدث جراء سلوكيات الاسلاميين اهل النظام و ربانه اللاخلاقية ، يتفاعل معها وكأنها شئ طارئ جديد . و يتباكون علي الأخلاق و القيم السودانية وضياعها و هوان الناس بعدها ؟ وان ما يحدث هذا . شئ مرفوض جملة و تفصيلا ! و بكل المقاييس و الأسس ، و أنه شئ غريب علي اهل السودان ، و قامت الدنيا و لم تقعد ، حول ممارسات النظام اللاخلاقية . وسجلت مقاطع و فيديوهات وكأنهم يؤدون اقناعنا بأنها هذه أول مرة ترتكب مثل هذه الشنائع من قبل النظام و أعوانه ، رحمة بنا يا ساده ، لا تحاولوا غسل ادمغتنا و محو ذاكرتنا ، وتغبيش وعينا ، كفي استهتارا و استهزاءا بعقول ومشاعر الكثيرين من أبناء جلدتنا ، بحكم أنهم عايشوا ويعيشون هذه الفظائع من قبل النظام ، منذ أن جثم علي صدر البلاد والعباد ،بانقلابهم المفبرك و المتعاون علية من البعض الذين ينوحون اليوم بفظائع النظام الا أخلاقية ، تمهلوا قليلا سادتي : ما يمارسه النظام وحلفائه ، مرفوض تماما وبلا تحفظات ولن يقبل به اى انسان سوي ، أن يمارس ضد أي كائن بشري مهما فعل ، هذه واحده ، و ممارسات النظام اللاخلاقية وثقت وسجلت ، واذيعت ونشرت منذ أكثر من خمسة عشر عاما خلت ، أين كنتم انتم منذ حينذاك . الم يطرق أذانكم يوما ما ان شيوخا ورعين يرهب وقارهم حتي الجن الأحمر ، حفظة لكتاب الله وجهاء قومهم اعزاء في ديارهم ، فقعت أعينهم و تم اغتصابهم وسط اهلهم ، وأن ميارم عزيزات يقطر عطرهن عفة وخصوبة ، يتباهي بهن قومهم ، ساعة المحاص و الشدائد ، طمست عذريتهن ، و اهين شرفهن في وضح النهار ، وعلي مراي و مسمع ، من من يتخوجلون اليوم ، بالأخلاق و القيم السودانية ، ألم يطرق سمعكم قول عراب الانقاذ حين قال ان دينهم به مجوسية ؟ ، ألم يطرق اذنكم حينما ذكر ، من قول شاهد عدول كما يقولون ؟ ان رقاص الانقاذ ، قال(ان يغتصب جعليا غرابية ، هو فخر لها) ؟ مالكم كيف تحكمون ! ألم تسمعوا بمذابح جماعية راح ضحيتها شيوخا و نساء عجائز و اطفال رضع و شابات ناضرات علي عرض البلاد وطولها ! ؟ لما لم نراكم و نسمعكم في ذلك اليوم ترغون وتزبدون حسرة وغيرة علي قيمنا و أخلاقنا السودانية ! . واقموا القسط ولا تطففوا الميزان . فعلينا عدم تغبيش وعي جماهيرها ، بأن النظام كان معتدلا في ظلمه و غيه و ما يحدث هذه الأيام استثناء ، فهذا قول زور و تجير للحقائق ، فكل اهل السودان بشر يحسون و يتألمون ، لهم عزتهم و كرامتهم ، و كذلك يفهمون ،لهم حظ عظيم من الكياسة و السياسة و خير دليلنا علي ذلك ، موقفهم اليوم من الذي يحدث ، فهم شركاء في الحدث علي عرض الساحة وطولها ، لم يقولوا لنتركهم لوحدهم كما فعلوها حين كانت حوجتنا لهم ماسه ،و وجودهم بيننا كان يعني لنا الكثير .فيا قوم دعونا تكون يدا واحدة حتي إسقاط هذا الدنس الذي يجثم علي صدورنا جميعا ،وبعدها لكل حادث حديث ، ولن نقبل بتزيف الحقائق و التاريخ مرة اخري. وخاتمة قولنا تسقط بس .