فضت قوات شرطية، الخميس موكبا لمئات السودانيين في العاصمة الخرطوم ومنعتهم من التوجه الى القصر الرئاسي، بعد اطلاقها عبوات من الغاز المسيل للدموع كما اعتقلت عددا من المتظاهرين. موكب حاشد في محطة الاستاد للنقل العام بالخرطوم .. 7 فبراير 2019 ومنذ ديسمبر الماضي تنتظم العاصمة السودانية وعدد من المدن في الولايات احتجاجات شبه متصلة للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير. وأفاد شهود عيان (سودان تربيون) أن قوات أمنية انتشرت في منطقة السوق العربي، وسط الخرطوم قبل وقت مبكر من الموعد المحدد لتجمع المحتجين المقرر في الواحدة ظهرا وبدأت في اعتقال عشوائي لإحباط الموكب قبل انطلاقه. وأصيبت منطقة وسط الخرطوم بحالة من الشلل التام مع اغلاق التجار محلاتهم وانتشار قوى الأمن في المنطقة المحددة للتجمع وهي ميدان الأممالمتحدة سابقا، حيث تضم حاليا مركزا تجاريا ضخما باسم (الواحة) يرتاده عدد كبير من السودانيين والأجانب. ومع تضييق القوات الأمنية على المتظاهرين توجه المحتجون في شكل مجموعات صغيرة الى الناحية الجنوبية الغربية حيث محطة المواصلات العامة، وبدأوا في الهتاف "حرية ..سلام .. عدالة .. الثورة خيار الشعب" و "الشعب يريد اسقاط النظام". ولم تستغرق الهتافات سوى دقائق معدودة تدخلت على إثرها قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وفرقت المتجمعين. وأعلن تجمع المهنيين على صفحته ب (فيس بوك) خروج تظاهرات في ثمانية مدن شملت العاصمة الخرطوم والفاشر شمال دارفور والأبيض شمال كردفان وود مدني وحنتوب واربجي بولاية الجزيرة وأمري بشمال السودان. وفي جنوب دارفور تظاهر قاطنو مخيم زمزم للنازحين داخل المعسكر ورددوا هتافات مناوئة للحكومة. وقال محمد عيسى الذي يسكن في المخيم لوكالة فرانس برس إنّ "سكان معسكر زمزم وغالبيتهم شبان وشابات يرددون شعارات مناهضة للحكومة في وسط المعسكر". وتابع "نعتقد أنّ الناس في أرجاء البلاد يتظاهرون نيابة عنا، ضحايا الحرب في دارفور". وكان اتحاد المهنيين السودانيين، الهيئة المنظّمة للاحتجاجات، دعا لتنظيم احتجاجات الخميس دعما للمواطنين المتضررين بالنزاعات في أقاليم دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. واندلع النزاع في دارفور في العام 2003 حين حمل متمردون السلاح ضد الحكومة المركزية في الخرطوم التي اتهموها بتهميش الاقليم. وقال حسن آدم الذي يعيش في المخيم إنّ "المتظاهرين في ارجاء البلاد يقولون إننا شعب واحد". ولم تشهد مناطق النزاع الثلاث أي تظاهرات كبيرة مناهضة للحكومة. ويقول مسؤولون حكوميّون إنّ 31 شخصاً قُتلوا في التظاهرات، بينما أعلنت منظّمة هيومن رايتس ووتش أنّ 51 شخصاً على الأقلّ قُتلوا خلالها. ولا يزال الرئيس السوداني عمر البشير صامدا في وجه الاحتجاجات، وقد تعهّد الأربعاء بدعم السلام في مناطق النزاع في بلاده.