أفلحت تدخلات المجلس العسكري السوداني، الأحد في وقف موكب لتيارات دينية متشددة اعتزمت تنظيمه يوم الاثنين بالعاصمة الخرطوم تحت شعار "نصرة الشريعة". ورغم رفض لجنة الأمن في ولاية الخرطوم منح التصديق لمنظمي المسيرة الا أن قادتها أظهروا خلال منشورات في مواقع التوصل الاجتماعي إصرارا على الخروج وتجاوز رفض الأجهزة الأمنية. وتدخل نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالاجتماع مع ممثلي تيار "نصرة الشريعة ودولة القانون" الذي ضم كل من الشيخ محمد عبد الكريم والشيخ عبد الحي يوسف وآخرين. وكان الشيخ عبد الحي يوسف وهو من الدعاة السلفيين ذائعي الصيت في السودان دعا الجمعة الماضية لخروج حشد كبير بالاثنين وإعلان مناصرة الشريعة في وجه من قال انهم يرتبون لإلغائها من الحياة السودانية. وحذرت العديد من الواجهات الدينية في السودان من تنظيم هذا الحشد واعتبرته مدخلا لإحداث فتنة دينية في البلاد التي تمر حاليا بمنعطف تاريخي مهم. وأفاد بيان للمجلس العسكري إن حميدتي التقى القيادات الدينية بالقصر الرئاسي ونقل اليها عدم مساس أي جهة بالشريعة الإسلامية. واوضح الشيخ محمد عبد الكريم عضو تيار نصرة الشريعة في تصريح صحفي أن اللقاء تناول المسيرة التي كان محدد لها الاثنين دعما الشريعة الإسلامية وانه تم الاتفاق على تأجيلها لوقت لاحق. وقال " نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي أكد انه لا مساس لأمر الشريعة خلال الفترة الانتقالية وانه ليس هناك مجال للحديث عن الدين والدولة باعتبار أن مسألة التشريعات تعتبر قضية لاحقة لما بعد الفترة الانتقالية". وأوضح بيان لتيار "نصرة القانون" الاتفاق مع المجلس على عدم "المساس بثوابت الأمة" مع تكوبن لجنة مشتركة بين المجلس والتيار للتواصل والعمل المشترك لتثبيت أركان الأمن وبث الطمأنينة وإرساء دعائم الحرية والسلام والعدالة باعتبارها قيم إنسانية وضرورات إنسانية – وفقا للبيان.