أعلنت القوات المسلحة السودانية الأربعاء احباطها محاولة انقلابية جديدة تزعمها هذه المرة رئيس هيئة الأركان المشتركة، بتخطيط من قيادات في نظام الرئيس المعزول عمر البشير ومشاركة الحركة الإسلامية. وعلى إثر ذلك شنت السلطات العسكرية التابعة للمجلس العسكري الانتقالي بالسودان حملة اعتقالات واسعة ضد قيادات عسكرية وأخرى سياسية تابعة لحزب المؤتمر الوطني. وطبقا لمصادر موثوقة تحدثت ل "سودان تربيون" فإن هذه المحاولة هي الخامسة منذ تسلم المجلس العسكري الانتقالي الحكم في 11 أبريل الماضي بعد عزله الرئيس عمر البشير، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها هوية المتورطين بالأسماء. ورأت المصادر في هذا التطور ترجمة رسمية للتوتر الذي كان يسم العلاقة بين قوات "الدعم السريع" وقيادة الجيش. ونوهت الى أن سلاح المدرعات كان الأشد نقدا لقوات الدعم السريع وقيادتها ممثلة في محمد حمدان "حميدتي" لذلك اقتيد قائده اللواء نصر الدين عبد الفتاح ونائبه لافتة الى ما راج الأيام الماضية عن ملاسنة كلامية حادة بين نصر الدين وحميدتي أثناء تنوير لضباط الجيش. وأفادت المصادر أن سلاح المدرعات رفض وجود قوات من الدعم السريع أمام مقره ورأت قيادته في ذلك استفزازا مباشرا للجيش ويشير الى أنه تحت حماية جهة أخرى ما اضطر حميدتي لسحب قواته. وقالت المصادر التي فضلت عدم كشف اسمها لحساسية الموقف أن حميدتي طلب من رئيس اركان الجيش إقالة مسؤولي سلاح المدرعات لكن طلبه لم يلق إجابة "فتم على ما يبدو توريطهم جميعا في محاولة قلب النظام" وفقا للمصدر. وقال بيان باسم تلقته "سودان تربيون" إن المحاولة الانقلابية الفاشلة "شارك فيه ضباط من الجيش وجهاز الأمن والمخابرات وقيادات سياسية من الحركة الإسلامية". وأضاف بيان الجيش "بعد جهود حثيثة ومتابعات من الأجهزة الأمنية تمكنت من الكشف عن تفاصيل هذا المخطط والمشاركين فيه وعلى رأسهم الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب أحمد، رئيس الأركان المشتركة وعدد من ضباط القوات المسلحة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني برتب رفيعة بجانب قيادات من الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني البائد وتم التحفظ عليهم وجاري التحقيق معهم لمحاكمتهم". وبالفعل أفادت تقارير صحفية إن حملة اعتقالات طالت وزير الخارجية السابق علي كرتي ووزير المعادن كمال عبد اللطيف بجانب الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن. ويوصف كرتي كواحد من صقور الحركة الإسلامية وعهد اليه بداية الألفية رئاسة قوات الدفاع الشعبي وهي الجماعة المسلحة التي خاضت الحرب ضد متمردي جنوب السودان تحت لافتة "الجهاد". بينما يمثل كمال عبد اللطيف أحد أبرز أركان ما يعرف بالأمن الشعبي" وهي مجموعة من المنتمين للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية يتم تأهيلهم عسكريا واستخدامهم في مهام خاصة. وأوضح البيان المحاولة الانقلابية الفاشلة تهدف إلى إجهاض ثورة الشعب المجيدة وعودة نظام المؤتمر الوطني البائد للحكم وقطع الطريق أمام الحل السياسي المرتقب الذي يرمي إلى تأسيس الدولة المدنية. وأكد أن القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والشرطة وجهاز الأمن والمخابرات الوطني ستظل موحدة ولن تتهاون في حماية البلاد ومكتسبات وأهداف الثورة وأماني الشعب في حياة كريمة آمنة ومستقرة. ويأتي على رأس المعتقلين من قيادات النظام السابق بكري حسن صالح، نائب الرئيس المعزول عمر البشير، إضافة إلى علي كرتي، والزبير أحمد الحسن، وكمال عبد اللطيف. بينما شملت قائمة الضباط العسكريين المعتقلين كل من رئيس الأركان المشتركة، الفريق أول هاشم عبد المطلب، وايداعه السجن الحربي، وقائد سلاح المدرعات، اللواء نصر الدين عبد الفتاح، وقائد ثاني المدرعات، وقائد المنطقة المركزية الخرطوم، اللواء بحر محمد بحر، وقائد الدفاع الشعبي.