بعد شهران من حادثة فض "اعتصام القيادة العامة للجيش" في السودان، تمنى نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان حميدتي، لو لم يتم تنظيف منطقة كولمبيا التي كانت مدخلاً لتنفيذ مخطط فض الاعتصام. وباستمرار ظل المجلس العسكري الانتقالي يتبرأ من حادثة فض الاعتصام ويؤكد أعضائه في تصريحاتهم الإعلامية بأن المقصود كان هو منطقة" كولمبيا" المتاخمة لمحيط الاعتصام، والتي جرى تصنيفها كمنطقة خارجة عن القانون تحتشد بالممارسات السالبة. وفي يوليو الماضي أعلنت لجنة التحقيق في الحادثة المشكلة بواسطة النائب العام في تقريرها أن ضباطا برتب مختلفة في قوات الدعم السريع خالفوا التعليمات خلال تنفيذ خطة تنظيف "كولمبيا" ودخلوا منطقة الاعتصام لفضه بالقوة المميتة. وقال حميدتي لدى مُخاطبته حفل تخرج عدد من منسوبي "الدعم السريع" بمعهد الاستخبارات بالخرطوم، الإثنين إن هنالك شخصا خطّط لفض الاعتصام ويجب الوصول إليه. وأضاف "يا ريت لو ما فضّينا كولومبيا التي لَو كُنّا نعرف أنّها ستكون مَدخلاً لمُخَطّط يتم تنفيذه لما اقتربنا منها وأبقينا عليها رغم ما فيها من سلبياتٍ من مُخدّرات وخلافها". وشَدّدَ حميدتي على أن الفوضى التي حَدَثَت مُخَطّطٌ لها، قائلا إن القوات النظامية لم تطلق رصاصة واحدة وتَحَلّت بالحكمة في التّعامُل مع المُخَطّط الذي كان يستهدف نسف الاستقرار. وأوضح أنّ لجنة التحقيق المستقلة المصحوبة بالخبرة الأفريقية التي أقرّها الاتّفاق مع قوى الحُرية والتّغيير لن تنجح في مُهمّتها حَال عَدم تَعاوُن كل الجهات ذات الصلة معها. وأكد حميدتي أنّ الاتّفاق الذي تمّ إبرامه مع قِوى الحُرية والتّغيير، حفظ حُقُوق كل الناس بمن فيهم أهل الهامش والأطراف وكل الولايات التي تُعاني التهميش. ونوّه إلى أنّ المجلس لا يُعد سبباً في تأخُّر الوُصُول لاتّفاقٍ، وإنّما هنالك أصحاب أجندة سعوا لئلا يتم.