قال رئيس المجلس العسكري في السودان ، عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة حافظت على أمن البلاد، ولم تنجر وراء الفتن. ودعا في كلمته خلال حفل التوقيع على وثائق الانتقال للسلطة المدنية، السبت إلى تجاوز مرارات الماضي وبداية جديدة للبلاد. وأضاف، "نحن توجهنا الآن نحو مرحلة جديدة لبناء الوطن" وأشار الى أن القوات المسلحة أثبتت أنها شريك وجسر عبور للتغيير دون أن تفقد مهنيتها. وتعهد البرهان بأن تؤدي المؤسسة العسكرية دورها الكامل في الحفاظ على مكتسبات الثورة السودانية. وأرسل صوت شكر للشعب السوداني وثورته السلمية، قبل أن يطلب من الشباب التوجه الى ميادين العمل بعد أن أنجزوا الثورة. بدوره أكد زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي أن " المسيرة قطعت حتى الأن شوطها الأول". ونبه خلال كلمة قصيرة أمام الاحتفال الى أن الحكم الراشد لا يقوم على البطش إنما بإعمال مبادئ المساءلة والشفافية وسيادة القانون والمشاركة. وأشار الى أن الشعب السوداني ظل حارسا لهذه المعاني "كلما ضاعت استردها بثورة أولى وثانية وثالثة، حتى استطاع ان يبهر العالم بثورته الأخيرة وحيا المهدي اسهامات المرأة في التغيير الأخير". وتابع "اليوم يوم عبور للحكم المدني وكذلك للحكم الذي سيحقق السلام ويضعه كأولوية ويحقق التحول الديموقراطي عبر انتخابات حرة". وقال إن المرحلة القادمة ستكون امتحانا لنا لا اقصاء فيها، متعهدا بان يفتح الباب للجميع للمشاركة في "عرس السودان". وأشار الى ان التحول الديموقراطي سيكون شراكة بين القوى المدنية التي حققت التغيير والتي يرجى ان تفتح الباب لكل من لم يلوث مواقفها بالانحياز للاستبداد – في إشارة الى القوى التي شاركت في الحكومة المعزولة. ولفت الى ان المرحلة المقبلة تضبطها شراكة مؤسسة مدنية عسكرية تقوم على أساس ميثاق شرف حتى يتم العبور الى الانتخابات. من جهته قال رئيس الوزراء المصري وممثل الاتحاد الإفريقي مصطفى متولي إن مصر مستمرة في دعم الشعب السوداني دون التدخل في شؤونه الداخلية إيمانا بتطلعات الشعب وخياراته في الرخاء والاستقرار. بدوره دعا رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد السودانيون للمحافظة على السلام واعتبر هذا اليوم "انتصارا لنا جميعا". ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي اتفاق المجلس العسكري وقوى التغيير بأنه " انجاز تاريخي" وأكد أن مستقبل السودان رهين بمشاركة الجميع. ونبه في كلمته خلال حفل التوقيع على وثائق انتقال السلطة المدنية، الى التعقيدات في المشهد السوداني نتاج الموروث السياسي والتراكمات السلبية والتهميش والحروب. وأكد إن الاتفاق بين المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير، لم يكن أمرا سهلا، وواجهته صعوبات بالغة التعقيد. وأوضح أن الوضع في السودان شائك ومعقد للغاية، وملئ بالتراكمات السلبية والحروب والتهميش، وتكالب الأطماع والصراعات من أجل التأثير والنفوذ. وشدد على ضرورة إشاعة روح الانفتاح والمصالحة والابتعاد عن التهميش والإقصاء لإتاحة الفرصة لكل السودانيين للإسهام في الحرية والديمقراطية والسلام والبناء الوطني. وأكد على دعم الاتحاد الإفريقي لتطبيق الاتفاق، وإنجاح الفترة الانتقالية وصولا إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأبدى رئيس الوساطة الإفريقية محمد الحسن ولد لبات سعادته بالاتفاق الذي تحقق، وأشار الى أن توقيع وثائق الفترة الانتقالية يعد جهدا سودانيا خالصا لطرفي الاتفاق المجلس الانتقالي وإعلان قوى الحرية والتغيير. وقال خلال مخاطبته لمراسم توقيع وثائق الفترة الانتقالية اليوم بقاعة الصداقة إن دور الوساطة الأفريقية في الاتفاق جاء تعبيرا عن تشبث الأفارقة بحل مشاكلهم بأنفسهم. من جهته أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، دعم بلاده للشعب السوداني ومؤسساته للوصول إلى طريق جديد يقوم على الاستقرار والرفاه. وأعلن دعم بلاده أيضا لخيارات وطموحات الشعب السوداني التي تمثل الروابط المشتركة بين البلدين. وأضاف، "مصر كانت وستظل داعمة ومساندة لمستقبل السودانيين". وشدد على أن المرحلة المقبلة ستشهد طفرة غير مسبوقة بين البلدين في كافة المجالات، ودفع عملية الاقتصاد وتلبية الاحتياجات الضرورية الأساسية للمواطنين في السودان. من جانبه قال رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إن الاتفاق بين المجلس العسكري، وقوى الحرية والتغيير لم يكن سهلا، وبلاده على استعداد لدعم الانتقال السلمي في السودان. ودعا إلى ضرورة التمسك بالتحول الديمقراطي، والالتزام بالمبادئ الديمقراطية وبناء المؤسسات والعمل بروح الفريق الواحد وصولا إلى التنمية والسلام المستدام. واعتبر الرئيس الكيني اوهورو كنياتا التوقيع النهائي على وثائق الفترة الانتقالية يمهد الطريق لحلول مستقبلية لقضايا السودان. وقال في كلمته إن الاحتفال بهذه المناسبة يمثل لحظة مجيدة في تاريخ السودان والانتقال من الصراع الي الائتلاف. وأكد تضامن بلاده مع السودان يدا بيد، وناشد القادة السودانيين الانخراط في العملية السلمية والعمل علي تطبيق بنود الاتفاق. واضاف " المطلوب من السودانيين مراعاة كل مبادئ حكم القانون والتعبير عن تنوع اهل السودان لتحقيق الاستقرار السياسي وضمان ان القيم السياسية التي سعي لها السودانيون لن يتم التفريط فيها".