الخرطوم 1 أغسطس 2019 بهتافات تنبذ القبلية وتحض على السلم الاجتماعي وصل مساء اليوم الأحد إلى مدينة بورتسودان موكب "الرايات البيضاء" الذي تحرك السبت من مدينة كسلا قاطعاً نحو 600 كيلو متر سيراً على الأقدام. وهذا الموكب الجماهيري الذي ترفرف فوقه الرايات البيضاء هو عبارة عن مبادرة شعبية لحقن الدماء التي سالت نتيجة الصراع بين قبيلتي "النوبة والبني عامر" بمدينة بورتسودان خلال الأيام الماضية. وردد المشاركون فيه هتافات تحض على التعايش السلمي بين مكونات المدينة من شاكلة "نوبة وبني عامر اخوان لمانا وطن أسمو السودان"، و"البلد دي حقتنا والسودان قبيلتنا" و"عنصري ومتأمر كل البلد نوبة وبني عامر، و"حلم العالم ناس تتسالم والبني آدم صافي النية". واستقبلت مدينة بورتسودان عند مدخلها موكب "الرايات البضاء" بموكب جماهيري اخر تقدمه سفير النوايا الحسنة الفنان سيدي دوشكا والتقى الموكبان عند "صينية ترانزيت" قبل ان يتوجهان في موكب واحد إلى دار اتحاد الأدباء والفانيين بالمدينة لإقامة ليلة وطنية عن المناسبة. وشهدت مدينة بورتسودان شرق البلاد الأسبوع الماضضي قتالا بين اثنين من المكونات الاجتماعية للمدينة استمرت من لأيام، استخدمت خلالها الأسلحة النارية والبيضاء. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، الإثنين الماضي، أن أحداث بورتسودان خلفت 37 قتيلاً وعشرات الإصابات، وفقا لتقرير مفصل عن عدد الإصابات ونوعية وأعمار الضحايا. وتسببت الأحداث في الاطاحة بحاكم البحر الأحمر، اللواء ركن عصام عبد الفراج، ومدير جهاز المخابرات على يد المجلس السيادي يوم الأحد بعد تفاقم الأزمة وفشلهما في احتواء أحداثها. الامر الذي استدعى أرسال السلطات بالمركز تعزيزات عسكرية إضافية من قوات "الدعم السريع" إلى المدينة الواقعة شرق السودان للسيطرة على الأحداث هناك.