تعهد رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، الخميس، بتشكيل الحكومة الانتقالية، في نوفمبر المقبل، بمشاركة جميع القوى والأحزاب الموقعة على اتفاقية السلام. وقال كير، في كلمة بمناسبة الاحتفال بذكرى قدامى المحاربين، بمقر وزارة الدفاع بالعاصمة جوبا، "بعد شهرين من الآن، سأقوم بإعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والتي ستشمل كافة الأحزاب الموقعة على الاتفاقية". وأوضح أن الحكومة، "ستمثل الجميع لفترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، بعدها سنقوم بحل الحكومة، ونتجه للانتخابات العامة، حيث سيقوم الشعب باختيار من يمثله في كافة مستويات الحكم بالبلاد". وناشد سلفا كير، جميع مواطني جنوب السودان، "تشجيع ثقافة السلام والعيش المشترك ونبذ خطاب الحرب والتحريض". وأشار إلى أن "البلاد لا تحتمل المزيد من الحروب والمعاناة بسبب الانقسامات بين القادة السياسيين". وتابع، "يجب ألا نتحدث عن الحرب مرة أخرى، علينا أن نتحدث عن السلام لأن الحرب تدمر البلاد، وقد رأينا ذلك خلال الأعوام التي حاربنا فيها بعضنا البعض". وختم سلفا كير "من أجل راحة شعبنا علينا أن نوقف الحرب وأن نعمل سويا". وفي 5 سبتمبر الماضي، وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة في جنوب السودان، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاقًا نهائيا للسلام، بحضور رؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا (إيقاد). ورفضت 4 تنظيمات مسلحة توقيع اتفاق السلام وهي، "جبهة الخلاص الوطني"، و"التحالف الجمهوري الديمقراطي"، و"حركة جنوب السودان الوطنية للتغيير"، و"الحركة الوطنية الديمقراطية". ونص الاتفاق على فترة ما قبل انتقالية مدتها 8 أشهر، لإنجاز بعض المهام والترتيبات الأمنية والإدارية والفنية التي تتطلبها عملية السلام، التي تنتهي بإعلان حكومة انتقالية لفترة 36 شهرا، ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. لكن مرت الأشهر الثمانية دون الانتهاء من بعض تلك المهام، كالترتيبات الأمنية ومسألة عدد وحدود الولايات، لتتفق الأطراف مجددا، في مايو الماضي، على تمديد تلك الفترة 6 أشهر إضافية، تنتهي منتصف نوفمبر المقبل. ويتوقع أن يلتئم قريبا بجوبا اجتماع قمة مشترك بين الرئيس سلفا كير وزعيم المعارضة المسلحة ريك مشار، للوصول لقرارات نهائية حول القضايا العالقة التي فشلت الأطراف في تنفيذها حتى الآن. وانفصل جنوب السودان عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، وشهدت منذ 2013 حربا أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة أخذت بُعدا قبليا.