دعا الحزب الشيوعي السوداني، الى تنظيم موكب مليوني في 21 أكتوبر احتفالا بالذكرى ال55 لثورة أكتوبر، وللمطالبة باستكمال ثورة ديسمبر كما اعلن تجمع المهنيين عن اعتزامه الاحتفاء بالذكرى نفسها والدعوة الى انهاء سيطرة النظام المعزول على مفاصل الدولة والإعلام. وشدد الحزب الشيوعي في بيان تلقته "سودان تربيون"، على ضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بشأن عملية فض الاعتصام ومتابعة المفقودين والقصاص للشهداء، وحل مليشيات الدعم السريع، والدفاع الشعبي، وكتائب الظل، والوحدات الجهادية الطلابية، واستعادة الأموال المنهوبة وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية. كما دعا إلى تحقيق السيادة الوطنية بالخروج من محور حرب اليمن، وسحب القوات السودانية منها، وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وتحقيق السلام العادل والشامل بمخاطبة جذور المشكلة. وأضاف، "المسيرة ستتوجه إلى مجلس الوزراء، ونرى من حق الجماهير المشاركة في هذه المناسبة والاحتفال بأكتوبر بمختلف الأشكال والتعهد بسلمية وجماهيرية الموكب". من جانبه دعا تجمع المهنيين السودانيين، إلى استلهام ذكرى ثورة أكتوبر، في مواكب سلمية وفعاليات في الأقاليم ومدن الخرطوم الثلاثة. وقال في بيان تلقته "سودان تربيون"، "مع تعيين رئيس القضاء والنيابة العامة والخطوات الحثيثة لتثبيت أقدام الدولة المدنية وتحقيق العدل والسير في طريق أهداف الثورة وإزالة مظاهر التمكين، تطل علينا ذكرى 21 أكتوبر عزيزة وغالية في تاريخنا الوطني ونحن نتذكر فيه أول الثورات السودانية الحديثة ضد الشموليات والدكتاتورية. وأضاف، "تتزامن الذكرى هذا العام مع المخاض الثوري المستمر الذي تمر به بلادنا في عقابيل ثورة ديسمبر المجيدة وهي ترفع شعارها العظيم (حرية سلام وعدالة) وتتوق لتحقيقه". وتابع، "إننا في تجمع المهنيين السودانيين نهنئ شعبنا الأبي بهذه الذكرى الخالدة، وندعو لاستلهامها في مواكب سلمية وفعاليات لإحياء ذكرى أكتوبر في الأقاليم ومدن الخرطوم الثلاثة سيتم الإعلان عن مساراتها ونقاط التقاءها لاحقا بعد التشاور مع لجان المقاومة والقطاعات الشعبية المختلفة بشعار حل حزب المؤتمر الوطني، وإقالة رموز النظام والوقوف في جبهة موحدة من أجل تصفية الفساد والإرهاب". وزاد، "كما نؤكد على موقفنا المبدئي بأن حقوق التعبير السلمي والعمل الجماهيري هي حقوق مبدئية ومطلقة لا يمكن الانتقاص منها". ومؤخرا تداول النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي منشورا يتحدث عن تحضير القوى الوطنية والتيارات الإسلامية لموكب في 21 أكتوبر الجاري إلى القيادة العامة، روَّج له القيادي الإسلامي المعروف، عمار السجاد، تحت عنوان "تصحيح مسار الثورة"، لكن الرجل تراجع لاحقا عن دعوته. وتبادل مغردون ما أُطلق عليه خطة الإسلاميين شملت بدء مظاهرات في الأحياء تستمر لعدة أيام، تنتقل إلى وسط المدن لتعطل الحياة، ومن ثم تتجه في 21 أكتوبر إلى القيادة العامة للجيش لتنفيذ اعتصام هناك وصولا إلى الانقلاب على السلطة الحاكمة واستبدالها بأخرى موالية لهم بالتعاون مع قادة عسكريين، كما تنامت التحذيرات من تدبير القوى الإسلامية أعمالا تخريبية باستغلال هذه المواكب. لكن المؤتمر الشعبي، تبرأ من الدعوة التي أطلقتها مجموعة محسوبة على التيارات الإسلامية، للتظاهر في 21 أكتوبر أمام مقر القيادة العامة للجيش، لتصحيح مسار ثورة ديسمبر. وقال الأمين العام للحزب بالإنابة بشير آدم رحمة، ل "سودان تربيون"، -وقتها-إن حزبه "لم يصدر أي بيان بشأن الخروج للتظاهر في 21 أكتوبر". يذكر أن قوى إعلان الحرية والتغيير التي قادت الحراك الذي أفضى لتنحية نظام الرئيس عمر البشير في 11 أبريل الماضي، قررت إبعاد كل القوى السياسية التي شاركت في الحكومة المعزولة، وهو ما يعني إقصاء غالب التيارات الإسلامية عن المشاركة في الحراك السياسي خلال الفترة الانتقالية، وعلى رأس هذه القوى المؤتمر الشعبي وحركة "الإصلاح الآن" التي كانت جُزءا من الحوار الوطني وشاركت عبر ممثليها في البرلمان الأخير، إضافة إلى قوى حزبية أخرى بينها الاتحادي الديموقراطي "الأصل". ويشهد السودان تطورات متسارعة ومتشابكة ضمن صراع على السلطة، منذ أن عزل الجيش عمر البشير من الرئاسة في 11 أبريل الماضي، تحت وطأة ثورة شعبية، بدأت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.