وقعت قبيلتا الهدندوة والبني عامر الأربعاء اتفاقا في بورتسودان قضى بنزع فتيل الأزمة الناشبة بين الطرفين والتي أدت الى مقتل شخصين وإصابة 24 آخرين باشتباكات قبلية. وجرت مراسم التوقيع بحضور أعضاء في المجلس السيادي ووزراء، وقيادات بحكومة ولاية البحر الأحمر بجانب زعماء الادارات الأهلية والكيانات الشبابية. وقال وزير الثقافة والإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح إن التوقيع لا يعني الحل النهائي للمشكلة، ولكنه يعمل على إيقاف نزيف الدم بين أبناء ولاية البحر الأحمر. وأشار إلى أن ما تم توقيعه يعد خطوة أولى في سبيل تعزيز التعايش وتمتين النسيج الاجتماعي. ودعا عضو المجلس السيادي، شيخ إدريس قاضي، مكونات قبائل شرق السودان المتنازعة إلى حقن الدماء، ونبذ الفتنة، والاحتكام إلى صوت العقل. وشدَّد على ضرورة المحافظة على كيان إنسان الشرق، ومستقبل أجياله والتوجه نحو التنمية عبر الاستغلال الأمثل لثروات الولاية ومحاربة الفقر والجوع والمرض. بدوره قال ناظر عموم قبائل الهدندوة، محمد الأمين ترك، أن الإدارات الأهلية تعمل على إزالة التشوهات التي لازمت الولاية بسبب الفتنة التي أسهم فيها الشيطان حسب قوله. وقال ممثل قبائل البني عامر، حسن حامد كنتيباى، إن الإدارة الأهلية توصلت إلى حلول لحقن الدماء، والتأكيد على رتق النسيج الاجتماعي، والسعي إلى إدارة حوار شفاف يمكن مكونات الولاية الاجتماعية للوصول إلى حلول مرضية ونهائية لما وصفه بالسرطان الذي بدأ ينتشر في الولاية. وتعهد بوضع يدهم في يد الحكومة للارتقاء وللتوجه نحو تنمية المنطقة، وأكد على أهمية تعزيز العمل المشترك ليكون النسيج الاجتماعي بولاية البحر الأحمر يد واحدة. وشهدت بورتسودان شمال شرقي السودان، الثلاثاء حالة من الهدوء الحذر في أعقاب الاشتباكات القبلية العنيفة. ودخل منتسبون القبيلتين في احتكاكات عقب مخاطبة جماهيرية لرئيس الجبهة الشعبية نائب رئيس الجبهة الثورية الأمين داؤود الذي وصل البلاد الأسبوع قبل الماضي بعد سنوات قضاها في الخارج معارضا لنظام الرئيس المعزول عمر البشير. ولدى عودته أدلى الأمين وهو من قبيلة البني عامر، بتصريحات وصف فيها البجا بأنهم أقلية، مما أثار حفيظة القبيلة. وحمل والي البحر الأحمر المكلف حافظ التاج مكي، القيادي الأمين داؤود مسؤولية الانفلات الأمني قائلا إنه أخل باتفاق أبرماه سويا بتأجيل الحشد الجماهيري إلى حين إكمال الترتيبات الأمنية.