اتفق السودان وجنوب السودان الأربعاء على تمديد الاتفاقية الخاصة بنقل النفط حتى العام 2022م، مع التفاهم على إعادة تشغيل حقل (سارجاث). وقال وكيل وزارة الطاقة والتعدين السوداني حامد سليمان حامد ل (سودان تربيون) إن المباحثات ناقشت تجديد الاتفاقية الخاصة بنقل نفط الجنوب عبر الموانئ السودانية الى جانب اعادة تشغيل حقل ثارجاث. واضاف "توصلنا الى تفاهمات كبيرة بالاتفاق على تمديد الاتفاقية الخاصة بنقل الخام حتى مارس 2022". وكانت جوبا أعلنت في وقت سابق إعادة التفاوض مع الخرطوم بشأن اتفاق نفطي لأنها لن تكون قادرة على الإيفاء بالموعد النهائي المحدد في ديسمبر المقبل لسداد 3 مليارات دولار متفق عليها كتعويض عن انفصال الدولة الغنية بالنفط عام 2011. ووقعت جوباوالخرطوم في عام 2012 اتفاقا تدفع بموجبه الأولى المبلغ بعد أن نالت استقلالها مع 70 % من حقول النفط التي كانت تديرها الخرطوم. ووصل الوفد الجنوبي برئاسة وكيل وزارة النفط بدولة الجنوبالخرطوم يوم الاثنين، وانخرط الطرفان في اجتماعات استمرت حتى مساء الاربعاء انتهت بتوقيع محضر الاتفاق. ووقع عن الجانب السوداني وكيل وزارة الطاقة والتعدين حامد سليمان فيما وقع عن دولة الجنوب نظيره ميان وول. وبشأن تسوية الديون العالقة بين البلدين والبالغة 661 مليون دولار قال سليمان إن كل طرف سيعود لمناقشة الأمر بعد تفاهمات مع حكومتي البلدين على أن يعقد اجتماع خلال الاسبوع المقبل بالخرطوم أو جوبا. وتابع "طلبنا من حكومة الجنوب دخول المتبقي في الحسابات العينية". واشار سليمان الى ان رؤية دولة الجنوب هي سداد تكلفة ما تزود به السودان او حسابه بالرسوم التي يدفعها الجنوب لنقل النفط والبالغة 15 دولار للبرميل. وأردف "لابد من الوصول لاتفاق بشأن طريقة السداد قبل نهاية ديسمبر ". من جانبه أكد وكيل وزارة النفط بدولة الجنوب ميان وول ل (سودان تربيون) اهمية تمديد الاتفاق لمصلحة البلدين وقال انهم جاهزون لمناقشة كافة العقبات. وفيما يتعلق بإعادة تشغيل حقل (سارجاث) قال إنهم طلبوا من الجانب السوداني تقديم المساعدة في اكمال الإجراءات الفنية لتشغيله من جديد، وترحيل الآليات الخاصة بالعمل من بورتسودان الى الحقل وبدء الأعمال الفنية في الثاني من ديسمبر المقبل تمهيدا لإعادة الانتاج في الحقل. تسوية الديون وبشأن تسوية الديون العالقة بين البلدين قال وول إن جوبا سددت 2.4مليار دولار وانه سيتم سداد المتبقي حال استمرار الانتاج النفطي من الحقول بما فيها حقل ثارجاث وحتى اجل تمديد الاتفاق في العام 2022م. ولم يستبعد المسؤول الاتفاق حول طريقة السداد مما تزود به دولة الجنوب السودان من النفط بعد بدء المباحثات خلال المرحلة المقبلة. وتزود دولة الجنوب السودان ب 28الف برميل يوميا لصالح مصفاة الخرطوم ومحطة ام دباكر الحرارية. وتوقف إنتاج النفط بدولة جنوب السودان بعد اندلاع الحرب نتيجة التمرد الذي قاده نائب الرئيس السابق، رياك مشار، في ديسمبر 2013، حيث تركزت المعارك في ولايتي الوحدة وأعالي النيل المنتجتان للنفط. وبعد نحو خمس سنوات من الحرب الأهلية توقف الإنتاج في عدد كبير من الحقول النفطية في جنوب السودان، الذي بات ينتج ما لا يزيد عن 150 ألف برميل، بدلاً عن 350 ألف برميل في 2011. وفي أغسطس من العام 2016 طلبت جوبا رسميا من الخرطوم، مساعدات فنية وتقنية لإعادة تشغيل حقول نفط (الوحدة) التي توقفت عن الإنتاج، بعد أن تأثرت بالأحداث الأمنية التي اندلعت هناك.