قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الاشتباكات القبلية بولاية غرب دارفور أجبرت أكثر من 11 ألف شخص على الفرار إلى تشاد المجاورة خلال الشهر الماضي. واندلعت الاشتباكات أواخر ديسمبر في حاضرة غرب دارفور، الجنينة، والواقعة على بعد 20 كيلومتراً من الحدود مع تشاد. وجراء الاقتتال لقي ما لا يقل عن ثلاثين شخصاً مصرعهم، بينهم نساء وأطفال، وأصيب حوالي 60 آخرين. وقال بابار بالوش، المتحدث باسم وكالة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، إن زهاء 4 ألاف شخص فروا خلال الأسبوع الماضي وحده. وبحسب تقديرات بالوش فإن نحو 46 ألف شخص شردوا من مأواهم أعقاب الأحداث، معظمهم كانوا بالفعل في عداد النازحين عندما وقعت الهجمات، حيث فر الكثيرون من مخيمات النزوح صوب المدارس والمساجد والمباني الأخرى في الجنينة التي وجدوا فيها ملاذاً مؤقتاً. وقالت المفوضية العليا للاجئين في بيان الثلاثاء إن اللاجئين الذين عبروا الحدود كانوا منتشرين في عدة قرى في مقاطعة أوداي في تشاد، التي تستضيف بالفعل 128 ألف لاجئ سوداني. وبحسب المفوضية فإن هؤلاء يعيشون وسط ظروف صعبة للغاية. ومعظمهم يقيمون في العراء أو تحت الملاجئ المؤقتة، "وهناك حاجة ماسة إلى الغذاء والماء، في حين أن الظروف الصحية لا تزال تشكل مصدر قلق". وشكلت المصادمات في غرب دارفور تحدياً لجهود الحكومة الانتقالية في السودان الرامية لإنهاء التمرد المستمر منذ عقود في مناطق مثل دارفور. وكان التفاوض على إنهاء الجيوب القتالية في الولايات النائية في السودان، بما في ذلك غرب دارفور، أحد الأهداف الحاسمة للحكومة الانتقالية. وتتطلع الحكومة الانتقالية لإنعاش موارد الخزانة وإحياء الاقتصاد المدمر في البلاد عبر خفض الإنفاق العسكري، الذي يستهلك الكثير من الميزانية في البلاد. وتولى المجلس السيادي زمام السلطة الانتقالية في أغسطس، بعد أشهر فقط من الانتفاضة الشعبية التي أطاحت حكم البشير الاستبدادي في أبريل.