شن رئيس جنوب السودان سلفا كير هجوماً عنيفاً على الأممالمتحدة في أعقاب المذبحة التي وقعت الأسبوع الماضي في منطقة أبيي المتنازع عليها على الحدود بين السودان وجنوب السودان. ونقل موقع (ميدل إيست آي) عن الرئيس كير قوله إن مذبحة (كولوم) التي وقعت الأسبوع الماضي لم تكن المرة الأولى التي تخفق فيها قوات الأممالمتحدة في حماية المدنيين. وبحسب الموقع الإخباري الذي يتخذ من لندن مقراً له فإن الرئيس كير تحدث في وقت يتنامى فيه الغضب الشعبي في جنوب السودان بسبب فشل قوة حفظ السلام، المعروفة باسم القوة الأمنية المؤقتة، (يونيسفا)، في حماية قرية كولوم، شمال أبيي، التي يقطنها دينكا نقوك. وقال كير في مقابلة حصرية مع (ميدل إيست آي) أجرتها معه في مكتبه الرئاسي في العاصمة جوبا: "دور الأممالمتحدة مثير للقلق بشكل واضح، ولا أرى داعٍ لوجودهم مادامت الأرواح تُزهق أمام أعينهم". وألقى الرئيس سلفا كير باللوم في الهجوم على قبيلة المسيرية، وهي قبيلة عربية بدوية من السودان، تقضي ما يصل إلى ستة أشهر من العام في منطقة أبيي. وقال كير: " قتل المسيرية الناس واحداً تلو الآخر، وعندما تخرج النساء لجمع الحطب يتم قتلهن أو اغتصابهن. كثير من الأطفال في المنطقة اختطفوا ولم يرهم أحد مرة أخرى". وأودت المذبحة التي وقعت في 22 يناير بحياة ما لا يقل عن 32 شخصاً وإصابة أكثر من 20 آخرين، فيما أحرقت المجموعات المهاجمة 22 من الأكواخ وكذلك عيادة القرية والكنيسة. ووفقاً للمسؤولين المحليين فقد اختطف 15 طفلاً، فيما أُعلن يوم الثلاثاء عودة ستة منهم إلى ذويهم. وأخبر ناجون موقع (ميدل إيست آي) أنهم استشاروا عدد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في يوم الهجوم، ما إذا كان ينبغي عليهم الاختباء في الأدغال لتفادي حدوث مذبحة. ونقل الموقع عنهم إن قوات حفظ السلام نصحتهم بالبقاء في القرية لأنهم لن يضمنوا سلامتهم إذا آثروا الفرار. وقال الناجون إنّ الغارة بدأت بعد ساعة من مغادرة قوات الأممالمتحدة للقرية؛ في حوالي الساعة 15:15 بالتوقيت المحلي، ما أثار مسألة لماذا لم توفر الأممالمتحدة حماية لهم؟ وبعد الهجوم بفترة وجيزة، التقى نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، الرئيس سلفا كير، وسلمه رسالة عبر فيها عن أسفه لعمليات القتل، واتهم المسؤولين عن المذبحة بمحاولة تخريب المحادثات حول وضع أبيي في المستقبل. وأدان كلا البلدين الهجوم ووافقا على إنشاء آلية مشتركة لحماية المدنيين. وأضاف موقع (ميدل إيست آي): "إن الثقة في مهمة الأممالمتحدة لحفظ السلام في أبيي تراجعت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق". ومع ذلك، لا توجد علامة على توصل الدولتين إلى اتفاق حول الوضع النهائي للمنطقة المتنازع عليها". وقال كير: إن مذبحة كولوم ليست المرة الأولى التي تخفق فيها قوات الأممالمتحدة في أداء واجبها في حماية المدنيين. واستشهد الرئيس كير بوفاة دينق كوال دينق، الزعيم القبلي لدينكا نقوك، الذي قُتل على يد المسيرية أثناء سفره مع قافلة تابعة لقوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي في عام 2013، وتفيد التقارير أن أحد جنود حفظ السلام لقي حتفه يومها. وأضاف كير: "حيثما حلت قوات الأممالمتحدة في جنوب السودان، فإنّها لا تفعل شيئاً. إنهم يحمون أنفسهم فقط". وتحدث سلفا كير إلى (ميدل إيست آي) في اليوم التالي لجلسة علنية في جوبا أدان خلالها ممثلو منطقة أبيي المنتخبون في برلمان جنوب السودان، بالعاصمة جوبا، فشل القوة الأمنية المؤقتة في منع المذبحة. ودعت إحدى الملصقات هناك القوة الأمنية المؤقتة إلى مغادرة أبيي كلياً لفشلها في حماية المدنيين. ووفقاً لموقع (ميدل إيست آي) لم يتسنى الحصول على ردود من الأممالمتحدة حول مزاعم الناجين وأهالي كولوم، بأنهم نُصحوا بالبقاء في البلدة بدلاً من الاختباء في الغابات. لكن متحدث باسم القوة الأمنية المؤقتة قال للموقع إن قوات حفظ السلام كانت تحرس كولوم لمدة ثلاثة أيام قبل الهجوم ولكن لم يكن لديها قاعدة عمليات أمامية بالقرب من القرية. وقال المسؤول إن الهجوم وقع في المسافة الزمنية الفاصلة بين مغادرة إحدى الدوريات ووصول بديل لها في المنطقة. وقال: "وقع الهجوم في غضون ساعة واحدة، بعد وقت قصير من مغادرة دورية صوب القاعدة، وقبل أن تحل مكانها دورية جديدة". وأضاف: "تمكنت الدورية التي استلمت المناوبة من القبض على بعض المشتبه بهم، وستتوالى جهود التحقيق في جميع الظروف المحيطة بهذا الحادث المؤسف، وقد تم تسمية فريق للاضطلاع بالمهمة". ترجمة خاصة بسودان تربيون