أجرى الرئيس الألماني، فرانك والتر شتاينماير، الخميس، محادثات مع المسؤولين في الحكومة الانتقالية السودانية وتعهد بأن تساند بلاده عملية الانتقال في هذا البلد، ودعمه للاندماج للتعاون مع المؤسسات المالية الدولية. ووصل الرئيس الألماني الى العاصمة السودانية في زيارة نادرة واستقبله رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حيث أجريا مباحثات مشتركة انتقل بعدها للقاء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وفي مؤتمر صحفي مشترك، مع حمدوك، قال الرئيس الألماني إن بلاده ملتزمة بالعمل مع مجموعة أصدقاء السودان "لإزالة العوائق أمام التعاون مع المؤسسات المالية الدولية ورفع اسم السودان من القوائم التي تمنع الشركات الألمانية التعاون معه". وأعلن استعداده لتنفيذ الاتفاق بين البلدين بتخصيص 80 مليون يورو، لدعم التدريب المهني، وتوفير فرص عمل للشباب السوداني. ودعا المجتمع الدولي لتمكين السودان من الوصول لمؤسسات التمويل الدولية، وقال إن المسؤولين القائمين على أمر إدارة البلاد حاليا ليسوا بمسؤولين عن مشاكل النظام السابق ويجب التغلب على ذلك، وألا يحمل الشعب السوداني وحكومته هذه المشاكل. وأضاف، "هناك فرصة تاريخية للسودان، ونحن مهتمون بإنجاح هذه الفرصة لحياة ورخاء أفضل للسودان". وتعهد شتاينماير، بدعم برلين للانطلاق الجديد في السودان باعتبارها شريكا يعتمد عليه في التعاون الاقتصادي التنموي بعد قرار البرلمان الألماني"البوندستاج" باستئناف التعاون التنموي مع السودان. وأشار إلى أنه يجب أن يتصرفوا بسرعة لضمان وصول السودان لمؤسسات التمويل الدولية، وأن يتم فتح الطريق أمام القروض، مبينا أنه لا يوجد طريق آخر بخلاف إشراك مؤسسات التمويل الدولية وحصول السودان على قروض. وجدد دعم بلاده لمسيرة التغيير في السودان، وإنجاح الطريق الصحيح الذي سلكه الشعب السوداني في التعبير عن تحقيق إرادته. وأضاف، "يجب أن يفتخر الشعب السوداني للإطاحة بنظام مذل عانى مه كثيرا، وزيارتي اليوم تأتي احتراما لهذ الشعب". لا خيار سوى العبور من جهته قال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن "التغيير الذي حدث في السودان جذري وعميق باعتبار أنه شمل كل أنحاء السودان". وأردف، "أمامنا خيارين خلال هذه المرحلة الانتقالية، إما العبور بنجاح، أو العبور بنجاح". وأكد أن هيكلة الجيش والمؤسسات الأمنية ضرورة وأساسية وهي واحدة من أجندة الانتقال المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية التي تحكم مؤسسات الحكم الانتقالي. وأوضح أن المساعي الجارية حاليا لتحقيق السلام في جوبا تقتضي هذا العمل باعتبار ان الحوار في جوبا يستصحب محور الترتيبات الأمنية والذي يعالج وضع قوات حركات الكفاح المسلح. مبينا أن ذلك يتيح الفرصة لمعالجة الإصلاحات الهيكلية في المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد والتي تضم الجيش وجهاز المخابرات والدعم السريع والشرطة. وأبان أن حق التظاهر السلمي حق مشروع ومنصوص عليه في الوثيقة الدستورية معربا عن أمله في أن يتكاتف الجميع من أجل بناء السودان. وأضاف، "مكاتبنا مفتوحة أمام الكل ونتقبل كل أشكال التعبير، ونأمل في المحافظة على السلمية التي اتسمت بها ثورة 19 ديسمبر المجيدة والتي أدهشت العالم بتماسكها وسلميتها". إشارة قوية وفي لقائه مع رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، أكد شتاينماير، دعم بلاده للسودان حتى يتخطى التحديات التي تواجهه. وأوضح أنه من غير المنصف أن تحاسب الحكومة الحالية عما سببه آخرون من المصاعب الاقتصادية، وعزل السودان عن العالم. وقال إن "هذا الوضع تسبب فيه من سبقهم، وأن هناك تحديات تواجه الذين يتولون مجلس السيادة والحكومة، لأن الشعب ينتظر منهم إحداث تغييرات وتحسين الأوضاع بسرعة". بدوره وصف البرهان زيارة شتاينماير بأنها "إشارة قوية" وقال: "إننا نسعى أن نكون شركاء مع ألمانيا ومع الاتحاد الأوروبي"، وطلب الدعم كي يتم حذف بلاده من قائمة الولاياتالمتحدة للدول التي تدعم الإرهاب. وقبل زيارة الرئيس الألماني للسودان التي تستمر يومي الخميس والجمعة، أشار شتاينماير إلى أنه لا يزال هناك "توازن هش" في السودان. وقال: " من المهم الآن أن نظهر أولا، أن الطريق الذي يسلكونه الآن هو طريق شجاع، وأننا نقدره ونؤيده من الخارج".