اتهم التجمع الاتحادي عسكريين في مجلس السيادة ودوائر في السلطة التنفيذية بالعزم على مساومة قوى إسلامية بما فيها مؤيدي الرئيس المعزول عمر البشير لتعطيل عملية تفكيك التمكين. ويعد التجمع الاتحادي أبرز أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير الحاكم، الذي تكون في خضم الاحتجاجات ضد نظام البشير، والتي اسفرت عن سقوط نظامه في 11 أبريل الفائت بعد انحياز قادة الجيش للمحتجين. وقال الحزب، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، الجمعة: "تأكد لنا أن هناك قسم داخل المكون العسكري بمجلس السيادة ودوائر داخل السُلطة التنفيذية عقد العزم على السير في طريق مساومة مختلف القوى الإسلاموية ومكونات النظام البائد تهدف إلى تعطيل عملية التفكيك". وأشار إلى أن هذه الأطراف استهدفت بشكل مباشر عمل لجنة إزالة التمكين، إضافة لقيامها بتوفير حماية وملاذات آمنة لرموز نظام الرئيس المعزول المطلوبين للعدالة. وقال البيان: "هذه الأطراف اتخذت قرارات في غاية الخطورة من وراء ظهر مؤسسات الحرية والتغيير، عبر إغراء أفراد لشق الصف الثورة، إضافة لصنع دائرة ذات توجه سياسي واعتمادها كحكومة موازية، علاوة على استقطاب بعض مكونات الائتلاف الحاكم لإضعافه ولخلق تحالف جديد يشمل أنصار البشير". وتعهد التجمع الاتحادي بالوقوف ضد المساومة، مؤكدًا دعمه الكامل للحكومة الانتقالية. وأفاد في بيانه أن هدف المساومة يتمثل في إجهاض تفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مشيرًا إلى إن عدم تنفيذ التفكيك لن يُؤدي لبناء دولة المواطنة والحرية والسلام والعدالة، وهي الشعارات التي رفعها المحتجين طوال أشهر. وامسكت قوى الحرية والتغيير بالسُلطة جزئيا في 18 أغسطس الفائت، بعد دخولها في عملية سياسية مع قادة الجيش، انتهت إلى تقاسمها الحُكم لفترة انتقالية مدتها 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات عامة في البلاد. وبعد أشهر من وصول الطرفين إلى الحكم، قاما بإقرار قانون استهدف تفكيك البني الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كونها نظام الرئيس البشير خلال ثلاثين عامًا، وكونا لجنة لإنفاذ القانون سُميت بلجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989. وقال التجمع الاتحادي، إن التراخي المتعمد تجاه إزالة التفكيك فتح الباب أمام أنصار البشير لتنظيم صفوفهم، لوضع العراقيل أمام عملية الانتقال، من خلال ضرب الاقتصاد وتنظيم الاحتجاجات ضد الحكومة البشير. وتنادى أنصار البشير الى تنظيم مواكب في الخرطوم بالسبت بعد التجمع من كافة الولايات، لمواصلة احتجاجاتهم التي سموها بالزحف الأخضر، وذلك في تحدي صريح لقرار الحكومة بمنع التجمعات لمنع تفشي وباء "كورونا".