الخرطوم 14 مايو 2020 – أطلق تحالف قوى الحرية والتغيير في السودان، تحذيرات جدية لمجلس السيادة من الضلوع في تعقيد المشهد السياسي بالبلاد، وذلك على خلفية نشر المجلس معلومات تتحدث عن إقالة وزير الصحة. ويضم مجلس السيادة، الذي يعتبر السُلطة العليا في البلاد، في عضويته 11 ممثلا، 5 منهم قادة عسكريين كانوا جزءا من المجلس العسكري المحلول الذي تولى مقاليد الحُكم بعد عزل الرئيس عمر البشير، والبقية مدنيين. وانتقد تحالف قوى الحرية والتغيير، الذي يعد بمثابة الائتلاف الحاكم، بيان نشره المجلس السيادي تحدث عن اجتماع عُقد بالقصر الرئاسي في 6 مايو الجاري - ضم رئيس مجلس السيادة وعدد من أعضائه ورئيس مجلس الوزراء ووزيرين آخرين ومكون من قوى الحرية والتغيير - أقر أن يتخذ رئيس الوزراء إجراءات دستورية لإقالة وزير الصحة. وسحب المجلس السيادي البيان بعد دقائق من نشره على منصاته في مواقع التواصل الاجتماعي ووكالة السودان للأنباء، قبل أن يعيد نشره مرة أخرى بعد ساعات. وساد جدل واسع في البلاد، لا سيما في مواقع التواصل الاجتماعي، حول نشر البيان ومن ثم حذفه وإعادة نشره مرة أخرى، خاصة وأن المجلس السيادي غير معنى بتعيين أو إقالة أو مراقبة أداء وزراء الفترة الانتقالية. وقالت قوى الحرية والتغيير، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، فجر الخميس: "فوجئنا ببيان مجلس السيادة، تم حذفه لاحقاً ثم تم نشره مجدداً، وهو يشير لقرار تم اتخاذه بالتوافق بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير بإقالة وزير الصحة". وأشار إلى أن الاجتماع خُصص لمتابعة تنفيذ المصفوفة، التي توصل إليها شركاء الحُكم في أبريل، وهي تهدف إلى إجراء إصلاحات فورية في مؤسسات الدولة. وأضاف: "في خاتمة الاجتماع طرح أعضاء من مجلس السيادة، تقريراً ذكر أنه مقدم من آلية مجابهة فايروس كورونا، وأنه يحوي انتقادًا لوزير الصحة ويطالب بإقالته، وفي الحال ذكر رئيس الوزراء أنه سيطلع على التقرير بغرض حل المشاكل المطروحة فيه". وأكد على أن الاجتماع لم يناقش التقرير، كما لم يصدر قرارًا في أمر غير مطروح في أجندة الاجتماع ولا ينعقد اختصاصه لمناقشة الأمر، إذ أن جل تفويضه ينحصر في نقاش المصفوفة والقضايا العالقة فيها. وأضاف البيان: "إصرار مجلس السيادة على نشر هذه المعلومة المغلوطة أمر خطير يعقد المشهد المعقد أصلاً في البلاد، وهو أمر مدان وسنقف ضده بشدة". وأعلنت قوى الحرية والتغيير دعمها الكامل لوزير الصحة ومعاونته على الحد من انتشار فايروس كورونا.