أصيب 11 شخصاً على الأقل، الأحد، بجراح متفاوتة في أحداث عاصفة شهدتها محلية كتم التابعة لولاية شمال دارفور، وتقاطعت الرواية الرسمية مع إفادات شهود عيان بالبلدة الذين أكدوا تدخل الشرطة لفض تجمع سلمي باستخدام قنابل الغاز، بينما قالت السلطات إن متفلتين هاجموا مركزا للشرطة وأحرقوا سيارات عديدة. ودخل أهالي كتم مُنذ الأسبوع الفائت، في اعتصام مفتوح أمام مبني الحكومة المحلية، للضغط على المركز لتوفير الحماية لهم من المليشيات المسلحة وحماية الموسم الزراعي وإقالة قادة الحكومة المحلية. وقال أحد منسقي الاعتصام ادم محمد صالح ل (سودان تربيون) إن قوة من الشرطة فضت ساحة الاعتصام بالقوة بعد إطلاق الرصاص الحي بجانب الغاز المسيل للدموع وأصيب في الحادثة ما لا يقل عن 10 أشخاص بينها حالة خطرة لمواطن يدعى إبراهيم محمود شريف جرى نقله إلى مستشفى كتم". وأكدت روايات شهود عيان أن المعتصمين أحرقوا مقر الحكومة المحلية ومركز للشرطة القريب من منطقة الاعتصام. وقالوا إن المعتصمين في كتم رفضوا زيارة وفد من حكومة شمال دارفور، وصلهم من اعتصام فتابرنو وهي منطقة أخرى تشهد أيضا اعتصاماً منذ عدة أيام. كما أفادوا بتعرض الوفد للقذف بالحجارة أثناء دخوله مركز الشرطة الذي أحُرق جراء محاولة الفض، بينما نجح الوفد الحكومي في الخروج بصعوبة. وقالت لجنة ولاية شمال دارفور إنها زارت مقر الاعتصام فتابرنو، حيث استمعت إلى مطالب الأهالي وقامت بتنفيذ نصفها بصورة فورية، فيما جرى تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ بقية المطالب. وأضاف حاكم الولاية المناوب رئيس اللجنة الأمنية، محمد إبراهيم عبد الكريم، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، إن اللجنة الأمنية عادت إلى الفاشر عبر طائرة عمودية، لكن أثناء وصول السيارات الإدارية التي تقل الإعلاميين والمراسم والحراسات التي كانت ترافق اللجنة، إلى منطقة كتم حتى تعرضت إلى متفلتين مما حدا بالموكب الاحتماء بمركز الشرطة" وتابع: "أثناء ذلك، هاجمت إعداد كبيرة من المتفلتين مركز الشرطة وأحرقوه بالكامل، كما احرقت جميع سيارات الموكب، إضافة إلى 4 سيارات أخرى، لتصبح السيارات المحروقة 14". ولم يشر البيان الرسمي إلى محاولة فض الاعتصام ولا وقوع إصابات، على الرغم من توثيق نشطاء محاولة الفض ونشرها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي. وفي وقت لاحق أعلنت حكومة شمال دارفور فرض حالة الطوارئ بجميع مناطق محلية كتم لمدة 15 يوما كما أرسلت تعزيزات عسكرية لفرض هيبة الدولة وحفظ الأمن، وشرعت كذلك في تدوين بلاغات وتكوين لجنة لحصر الخسائر. ووصفت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، إن محاولة فض الاعتصام السلمي بمنطقة كتم بالجريمة البشعة، وأكدت وقوع إصابات بعضها في حالة حرجة. وأدان المتحدث باسم الحركة، محمد الناير، في بيان، تلقته "سودان تربيون"، محاولة فض الاعتصام، وحمل الحكومة المركزية والمحلية مسؤولية استخدام العنف، داعيًا المعتصمين بممارسة ضبط النفس وعدم الاستجابة لعنف الحكومة التي تريد من خلاله إخراج الاعتصامات من سلميتها".