لقى 3 أشخاص على الأقل مصرعهم وجرح آخرون إثر اشتباكات قبلية عنيفة شهدتها الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور مساء الأحد. وبحسب موقع "دارفور 24" فإن المدينة تشهد حالة من الفوضى والانفلات الأمني الواسع. وبدأ إطلاق الرصاص حوالي السادسة مساءً في حي الجبل لأسباب غير واضحة، فيما قال شهود عيان إن مجهولين فجروا نهار الأحد قنبلة يدوية وأن هذا دفع رجال من قبيلتي العرب والمساليت إلى الاحتشاد وهم مدججون بالسلاح والاستمرار في تبادل إطلاق النار. وأفاد مراسل صحفي للموقع من الجنينة أن الأحياء السكنية الجنوبية شهدت اشتباكات عنيفة بين شباب من الطرفين استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة بجانب القنابل اليدوية "قرنيت". وقالت وكالة السودان للأنباء إن "ثلاثة أشخاص قتلوا كما سقط عدد من الجرحى". وأفادت أن اشتباكات بالأسلحة النارية وقعت في حي الجبل مربع (7) مخلفة هلعاً وذعراً وسط المواطنين قبل أن تتدخل القوات المسلحة وتحتوي الموقف وتبسط سيطرتها على الأوضاع. وعقدت لجنة امن الولاية اجتماعاً طارئاً للوقوف على الاحداث ومدى سيطرة القوات النظامية على الموقف. وأكد والي غرب دارفور المكلف اللواء الركن دكتور ربيع عبد الله ادم بحسب الوكالة الرسمية أن الوضع بات تحت السيطرة بفضل الانتشار السريع للقوات النظامية في مسرح الاحداث، إلا أنه عبر عن اسفه الشديد لانتشار السلاح في أيدي المواطنين وفي المناطق السكنية مما يعتبر خطراً يهدد حياة المدنيين. وابان الوالي أن السلطات في ولايته ستتخذ جملة من التدابير للتعامل مع من وصفهم بأعداء الحكومة والمواطن والذين يعملون على زراعة الفتن بين ابناء الولاية. وانتشر مسلحون يرتدون الزي المدني في الطرقات وسط إطلاق نار عشوائي من كافة الجبهات، وقال شهود عيان إن أغلب شباب القبيلتين الذين يتقاتلون ينتمون إلى القوات النظامية. وتوسعت دائرة الفوضى وإطلاق النار وعمت أغلب احياء المدينة، واشارت بعض الأنباء إلى اشتباكات في الجمارك ومعسكر ابوذر للنازحين. وشهدت أحياء وضع متاريس في الطرق كما جرى الاعتداء على المارة حسب التمييز القبلي، فيما وقعت حوادث نهب وسلب في بعض المناطق السكنية، وشوهدت سيارات تجوب الشوارع تقل شباب مسلحين، كما سمع دوي إطلاق نار في مقر رئاسة الشرطة تشير بعض الانباء إلى مخالفة بعض الجنود لتوجيهات قادتهم. وفي يناير الماضي شهدت المدينة قتال في الشوارع بين المجموعات العربية وقبيلة المساليت، وتم حرق ثلاثة مخيمات للنازحين قرب المدينة. وخف قادة الحكومة وقتها الى الجنينة يتقدمهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقائد الدعم السريع محمد حمدان "حميدتي" ووزير العدل وتم احتواء الوضع بعد مناقشات امتدت لأيام. واتهم المتحدث باسم حركة تحرير السودان – قيادة عبد الواحد نور، محمد عبد الرحمن الناير مليشيا الجنجويد بالتورط في الهجمات التي شهدتها الجنينة. وقال في بيان تلقته "سودان تربيون" إن الحكومة المركزية ونظيرتها المحلية لم تحرك ساكناً إزاء هذه الهجمات، وشدد على تحملها كامل المسؤولية حيال "هذه الجرائم البشعة وما يترتب عليها من تداعيات".