طالب مسؤول رفيع في هيئة الآثار السودانية بتقديم المتهمين بالاعتداء على موقع اثري في شمال البلاد الى نيابة أمن الدولة، حيث جرى توقيفهم أثناء ممارستهم عمليات هدم وتجريف واسعين للموقع التاريخي. وتسبب 5 أشخاص أواخر يوليو الماضي في تدمير موقع "مراقة" الاثري، وأقدموا على إخفاء كل ملامحه بعد تجريف أجزائه الرئيسية تحت ذريعة التنقيب عن الذهب. وتعدت المجموعة التي جرى توقيفها بيد السلطات الرسمية على "مراقة" وأحدثوا فيه حفرة بعمق 17 متراً وعرض 10 أمتار وطول حوالي عشرين متر في احدى أطراف المكان. وتم اكتشاف هذا الموقع الاثري وتسجيله بالهيئة العامة للأثار والمتاحف منذ العام 1996م، حيث يقع على بعد 270 كلم شمال العاصمة الخرطوم، و56 كلم عن مدينة كورتي بالولاية الشمالية. وبدأت الدراسات على الموقع لأول مرة في الاعوام 1999م و2000م بشراكة ضمت الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومتحف بوسطون للفنون الجميلة بالولايات المتحدة. وبحسب وكالة السودان للأنباء فإن فريق تفتيش تابع للهيئة العام والاثار والمتاحف ضبط الجناة بكامل عدتهم وعتادهم وهم ينهبون ويدمرون موقع مراقة الاثري. وتم القبض عليهم متلبسين بالجرم المشهود ابان الزيارة الشهرية التفقدية التي ينفذها فريق التفتيش المكلف بزيارات راتبة لهذا المواقع بجانب مواقع اخرى. وقال مدير هيئة الآثار والمتاحف السودانية رئيس الوفد الزائر للموقع حاتم النور محمد سعيد ان القانون الحالي للآثار لسنة 1999م ضعيف وغير مواكب، ويحتاج الى تحديث، وتمنى تشديد العقوبات على كل معتد على الاثار. وطالب "بتقديم المعتدين على موقع الاثار بجبل مراقة الى نيابة امن الدولة لفداحة الجرم الذي ارتكبوه "معتبراً الاثار ثروة قومية يشترك في ملكيتها كل ابناء الوطن. وعزا النور التخريب لغياب الحراسة الدائمة للمكان باعتبار انه مصنف ضمن المواقع التي تقع خارج دائرة الخطر لما يتميز به من بعد عن الطريق العام، ووقوعه في منطقة ذات طبيعة قاسية (صحراء بيوضة) كفيلة بحمايته من اعين وايدي المتربصين والسارقين. ويواجه المتهمون بلاغات تحت المواد 31، 32، 33 من قانون الاثار، كما حجزت النيابة المعروضات المتمثلة في عدد اثنين حفار كبير (بوكلين) وجرافة (لودر)، وعربة بوكس بجانب كمية كبيرة من قطع الفخار الفاخر. ونفذت الهيئة العامة للآثار والمتاحف عبر مكتبها الولائي بمدينة كريمة خمس زيارات للموقع في مدة لا تزيد عن الثلاثة اسابيع من تاريخ التعدي لمتابعة الامر مع الجهات المختصة. وقال مدير الوحدة البولندية بالهيئة العامة للآثار بروفسير محمود الطيب ان الموقع الاثري يتكون من اربعة وحدات، ثلاثة منها بنيت من الحجر النوبي، فيما بنيت الرابعة من الطين اللبن. واوضح ان الموقع يعود الي الفترة النبتية – مملكة نبتة-بدليل الاعمدة وطريقة تصميمها والنقوش التي عليها، كما ان اسلوب البناء المستخدم في المواقع لا يكون في العادة الا في مباني على قدر كبير من الاهمية مثل المعابد او القصور او القلاع. وأردف "المرجح ان الموقع كان قلعه حربية تعمل كنقطة مراقبة متقدمة لصد غارات القبائل المعادية التي استوطنت الصحراء وكانت في حالة عداء مع مملكة نبتة".