جوبا 27 أغسطس 2020 – أرجأت الوساطة الجنوب سودانية، توقيع اتفاق سلام السودان بين الحكومة والجبهة الثورية الذي كان معلنا الجمعة 28 أغسطس إلى الاثنين المقبل. وتوصلت الحكومة والجبهة الثورية إلى اتفاق حول دمج قوات الحركات في القوات النظامية، الأربعاء، كآخر ملف متفاوض عليه. وقالت مصادر موثوقة ل "سودان تربيون"، الخميس: "إن الأطراف المتفاوضة توصلا إلى تأجيل التوقيع على اتفاق سلام السودان بالأحرف الأولي إلى الاثنين المقبل". وأوضحت أن ملفات سياسية وأمنية لازالت عالقة بين الحكومة وأطراف الجبهة الثورية حيث بدأت مشاورات ليل الخميس لحسمها. وبحسب المصادر فإن الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار لازالت متمسكة بتتبيع ولاية غرب كردفان الى ولاية جنوب كردفان حيث لم يحسم النقاش في الأمر. كما برزت قضايا فنية في ملف الترتيبات الأمنية بدارفور بينها تعريف الضابط والعسكري في هذه القوات التي جرى الاتفاق على دمجها في الجيش الوطني على مدى 39 شهراً. وواصل طرفي التفاوض، الخميس مراجعة وتنقيح وصياغة الاتفاقات المبرمة بينها في القضايا السياسية والترتيبات الأمنية في مسار دافور، إضافة إلى ملف القضايا السياسة في مسار المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق). وأعلن عضو لجنة الوساطة، ضيو مطوك، إن التوقيع بالأحرف الأولى على هذه الملفات بين الحكومة والجبهة الثورية، مساء الخميس بمقر التفاوض بجوبا، لكن حتى وقت متقدم من ليل الخميس لم يتأكد التوقيع. توت قلواك رئيس فريق الوساطة تأكيدات الوساطة وفي وقت لاحق أكد رئيس آلية الوساطة توت قلواك تأجيل موعد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح إلى الإثنين. وعزا التأجيل الى إتاحة الفرصة لبعض فصائل الكفاح المسلح التي كانت خارج منبر التفاوض بجوبا وانضمت لركب السلام، للاطلاع على الملفات والقضايا التي تم التفاوض حولها وإدراج مطالبها حتى يكون اتفاق السلام شاملاً لكل الذين حملوا السلاح، فضلاً عن استكمال مراجعة وتنقيح صياغة كافة الأوراق والملفات وإعدادها بصورة نهائية للتوقيع. وقال في تصريح صحفي مساء الاثنين إن" وفد الحكومة برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو ووفود حركات الكفاح المسلح سيوقعون صباح الإثنين المقبل بقاعة الحرية بجوبا على اتفاق سلام شامل ودائم في كل مناطق حركات الكفاح المسلح في السودان، عدا المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز آدم الحلو ". وأوضح أن حركة الحلو سبق أن أكدت التزامها بإعلان جوبا والجلوس للتفاوض للوصول إلى اتفاق سلام مع الحكومة السودانية، وأن التشاور مازال مستمرا بين القيادة في دولة جنوب السودان وقيادة الحركة. وأفاد قلواك أن الاحتفال بالسلام المرتقب سيخاطبه الرئيس سلفا كير مياردت بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الإيقاد وأعضاء السلك الدبلوماسي بجوبا وممثلي دول تشاد والإمارات العربية المتحدة والسعودية والمنظمات الدولية والإقليمية وأصدقاء السودان. وتجري الحكومة السودانية مفاوضات مع الجبهة الثورية، في جنوب السودان منذ أغسطس 2019، في 5 مسارات، هي شرق وشمال ووسط السودان، إضافة إلى مساري دارفور والمنطقتين. ومن شأن الاتفاق أن يجري تغييرات في تركيبة الحكومة السودانية، حيث قضى بإضافة مقاعد في المجلس السيادي لتمثيل الجبهة الثورية فيه، كما ستتمثل أيضًا في الحكومة التنفيذية.