أطلقت بعثة السودان الدائمة لدى الأممالمتحدة في جنيف نداء عاجلا للمنظمات الدولية لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات التي تضرب البلاد منذ أيام. ووفق بيان للخارجية السودانية فإن مندوب السودان الدائم بجنيف علي بن أبي طالب عبد الرحمن عقد مساء الاثنين لقاءات مع مسؤولي الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية "أوتشا" (OCHA) والصليب الأحمر السويسري. وقال البيان إنه تقرر "تشكيل لجنة لحشد وتنسيق الدعم الخارجي لمجابهة آثار السيول والفيضانات مع البعثات الدبلوماسية في الخارج والسفارات الأجنبية والمنظمات الدولية والإقليمية المعتمدة لدى السودان والجهات الأخرى ذات الصلة". وأوضح عبد الرحمن، أن الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أكد على مصادقة الاتحاد لما يقارب 460 ألف فرنك سويسري 500 ألف دولار لجمعية الهلال الأحمر السوداني للاستجابة العاجلة للكارثة الإنسانية في البلاد. وأشار إلى تأكيد دعم الصليب الأحمر السويسري للجهود الإنسانية بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوداني. وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لدى تفقده يوم الاثنين خسائر الفيضانات بمدينة سنجة إن الفيضانات التي تضرب البلاد تفوق قدرة الحكومة. حملة تبرعات في واشنطن وفي واشنطن أطلقت سفارة السودان مبادرة لجمع التبرعات للمتضررين من الفيضانات والأمطار الغزيرة في ولايات السودان المختلفة. وبدأ أعضاء البعثة بالتبرع بمبالغ تخصم من مخصصاتهم، كما تم تكوين لجنة لجمع التبرعات برئاسة نائب رئيس البعثة لمناشدة الجالية لتقديم الدعم لمتضرري الفيضانات وتسهيل التحويلات المالية. وقال بيان لوزارة الخارجية إن السفارة في واشنطن تواصلت مع رؤساء الجاليات وممثلي الأحزاب وبعض المنظمات الطوعية، كما ترتب لبرنامج يضم رموز الجالية والفنانين في جميع الولايات الأميركية للتشجيع على تقديم التبرعات بأسرع ما يمكن. وأشار البيان الى أن بعض الجاليات أرسلت معونات نقدية إلى السودان عن طريق بعض المنظمات الانسانية هناك، كما تواصلت السفارة مع عدد من المنظمات وناشدتها لتقديم الدعم الانساني لمتضرري الفيضانات. وأوضح البيان أن السفارة ستعمل على حل مشكلة التحويلات المالية، وستسعى كذلك لمعرفة الجهات المختصة التي ستقوم باستلام تحويل التبرعات المالية. الفيضانات خلفت مآسي كبيرة وسط الاف السودانيين .. مواقع تواصل مزيد من المساعدات في الأثناء وصلت 3 طائرات مصرية تحمل 42 طن من الأدوية، ومستلزمات طبية، ومواد غذائية. وقال مفوض العون الإنساني السوداني، عباس فضل الله، إن البلاد استقبلت 3 طائرات مصرية تحمل مساعدات إنسانية للمتضررين من السيول والفيضانات. من جهته قال القائم بالأعمال المصري بالخرطوم، نادر زكي، إن الطائرات الثلاثة التي وصلت الثلاثاء تأتي ضمن الجسر الجوي المصري لمساعدة السودان في مواجهة السيول والفيضانات. وأشار إلى أن وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، ستصل الخرطوم وبصحبتها وفد طبي مكون من 20 طبيبا في مجالات مختلفة، ويبقون في السودان لمدة 10 أيام. كما وصلت العاصمة السودانية، طائرة إغاثة إماراتية مساهمة من الهلال الأحمر الإماراتي لجهود الحكومة السودانية لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة والضرورية للمتأثرين من السيول والفيضانات. وتحمل الطائرة مستلزمات طبية ومواد غذائية وإيوائية وأغطية بجانب مواد صحية. وتشهد أحياء الخرطوم على ضفاف النيلين الأزرق والأبيض فيضانات أدت إلى تدمير آلاف المنتزل، حسب السلطات، كما تعاني أحياء العاصمة المتمركزة على ضفاف النيلين من فيضانات منذ نحو أسبوعين، لم تسبق منذ 100 عام. والثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية وفاة 103 شخصًا وإصابة 50 آخرين، وتضرر أكثر من 67 ألف منزل جراء السيول والفيضانات في البلاد منذ بداية الأمطار الخريفية في يونيو الماضي. آثار في مرمى الفيضان الى ذلك أعلن مدير الوحدة الأثرية الفرنسية في السودان مارك مايو لوكالة الصحافة الفرنسية الاثنين أن منطقة "البجراوية" الأثرية -التي كانت فيما مضى عاصمة للمملكة المروية-مهدّدة بالفيضان بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى مستوى قياسي. وقال عالم الآثار الفرنسي إن مفتّشي الآثار السودانية بنوا سدودا في المكان بواسطة أكياس معبّأة بالرمال، واستخدموا المضخات لسحب المياه ومنعها من إتلاف هذه التحفة الأثرية. وبحسب خبير الآثار فإنه "لم يسبق قط للفيضانات أن بلغت مدينة البجراوية الملكية التي تبعد 500 متر عن مجرى نهر النيل" وتقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الخرطوم. وأكّد مايو أن "الوضع حاليا تحت السيطرة"، لكنه حذر من أنه "إذا استمرّ ارتفاع منسوب النيل، فقد تصبح الإجراءات المتخذة غير كافية". وأضاف أن مواقع أثرية أخرى مهدّدة بالفيضان على طول مجرى النيل. ومنطقة البجراوية الأثرية تضمّ المقبرة حيث أهرامات مروي الشهيرة والمدينة الملكية لهذه الإمبراطورية المركزية التي حكمت من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية، وكانت أراضيها تمتدّ في وادي النيل لمسافة 1500 كيلومتر من جنوبالخرطوم وصولا إلى الحدود المصرية. وزار وزير الثقافة والإعلام فيصل صالح المدينة الملكية في البجراوية لبحث سبل حماية هذا الموقع المدرج منذ 2003 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.