الخرطوم 27 سبتمبر 2020 – اعتبر زعيم حزب الأمة القومي في السودان، الصادق المهدي، إن التطبيع مع إسرائيل استسلام ولا صله له بالسلام. وأفاد القصر الرئاسي السوداني، الأربعاء الفائت، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ووزير العدل، ناقشا على مدار ثلاث أيام مع فريق الإدارة الأميركية في الإمارات "مستقبل السلام العربي الإسرائيلي"، وذلك ضمن قضايا أخرى بينها رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وجاءت هذه المحادثات بعد أيام من توقيع الامارات وإسرائيل معاهدة سلام بواشنطن ووسط ارهاصات بأن كل من الامارات والولايات المتحدة يحثان الخرطوم على اللحاق باتفاق شبيه للتطبيع مع تل أبيب نظير مساعدات كبيرة يتم بها انقاذ اقتصاد البلاد المنهار. وقال المهدي في ندوة بعنوان "مخاطر التطبيع مع إسرائيل" السبت بالخرطوم: "إن التطبيع اسم دلع للاستسلام ولا صلة له بالسلام، فالآن لا تواجه أية دولة عربية إسرائيل بمواجهة حربية، والمواجهة الموجودة هي مع قوى شعبية غير حكومية". وأضاف: "هذه القوى كما قال استيفن والت وجون ميرشايمر في كتابهما عن تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الأمريكية يمنح المتطرفين أداة تجنيد قوية، ويوسع حوض الإرهابيين المحتملين والمتعاطفين معهم، ويساهم في الراديكالية الإسلامية. وهذا ما يحدث فعلا". وأشار إلى أنه ليس من حق مؤسسات الحكم الانتقالي الخوض في أية مبادرات تدفع البلاد إلى مواقف خلافية. وقال رئيس الوزراء السوداني، السبت، إنه أخطر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعدم الربط بين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وبين التطبيع مع إسرائيل. وذلك في الرد على تقارير صحفية تقول إن الإدارة الأمريكية اشترطت التطبيع مقابل رفعه من قائمة الإرهاب. وشدد المهدي على "أن إسرائيل لأسباب محددة ليست دولة طبيعية بل دولة شاذة، وأنه منذ تأسيس إسرائيل غرست حالة حرب مستمرة، ومشروع التطبيع الحالي لا دخل له بالسلام بل تمهيد لحرب قادمة مع إيران، ولخدمة حظوظ انتخابية للرئيس الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل". وأضاف: "إسرائيل لا تعترف بحدود جغرافية ما يجعلها تتطلع للتوسع المستمر على أساس أراضي توراتية من النيل إلى الفرات، وأنها تضم تناقضات بين الأصوليين الذين يعتقدون أن قيامها الآن خطأ وينتظرون المسيح، فاليهودية فيها انتظار مسيحي، ينتظرون المسيح أن يجمع شملهم لأن تفرقهم كان عقوبة إلهية، والإسرائيليين الصهيونيين يريدون غير ذلك". وتجد فكرة التطبيع مع إسرائيل قبول وسط الشباب السوداني، رغم تباين مواقف مكونات الائتلاف الحاكم من الأمر، حيث تطالب بعض هذه المكونات بإقامة علاقات مع إسرائيل مثل الحزب الجمهوري وبعض الحركات الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة، بينما ترفض مكونات أخرى اتخاذ هذه الخطوة بينها الحزب الشيوعي والبعث العربي.