أجرى المبعوث الأميركي للسلام في السودان دونالد بوث محادثات في الخرطوم الأربعاء مع قادة أحزاب منضوية تحت لواء تحالف الحرية والتغيير ركزت على بحث ملف السلام وإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. واجتمع بوث برئيس المكتب التنفيذي للتجمع الإتحادي بابكر فيصل الذي قال انه ناقش المبعوث حول حزمة من القضايا على رأسها إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والأوضاع الإقتصادية الراهنة إلى جانب التطورات الداخلية وعملية السلام. وقال بابكر فيصل ل"سودان تربيون": "قابلنا المبعوث الاميركي للسودان بمقر الحزب، وأبلغناه باستمرار تأثير وضع السودان في القائمة السودان على الأوضاع الاقتصادية". ويعاني السودان من أزمة اقتصادية حادة، تتمثل أحد جوانبها في انخفاض قيمة العملة الوطنية بنحو مريع، حيث فقدت نحو 20% من قيمتها إثر قيام الحكومة بشراء الدولار والذهب من السوق الموازي (الأسود)، لتوفير تعويضات أسر ضحايا تفجير سفارتي امريكا في كينيا ويوغندا، بحسب حديث نائب رئيس مجلس السيادة. وقال فيصل إن اللقاء تطرق كذلك إلى ضرورة فصل مسار رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب عن التطبيع مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن المبعوث لم يعلق على هذا الأمر. وفشلت مباحثات أجراها رئيس مجلس السيادة السوداني ووزير العدل، مع فريق الإدارة الأمريكية، في الإمارات، بشأن إقامة علاقات مع إسرائيل مقابل رفع اسم البلاد من القائمة السوداء، لاختلاف الطرفين في حجم المبالغ الواجب دفعها لتحسين الاقتصاد السوداني مقابل التطبيع. وأكد فيصل ان الحوار مع المبعوث الأميركي كان "صريحا وشفافا خاصة وان السودان بذل جهودا مقدرة في رفع اسمه من قائمة الارهاب وأوفى بكل الشروط المطلوبة". وأبدى بوث إلتزامه بنقل ما دار بشكل كامل للإدارة الأميركية. وتقول السلطات السودانية انها أوفت بكافة الاشتراطات التي من شأنها إنهاء وجود السودان على القائمة السوداء لكن واشنطن تؤخر انجاز الخطوة، حيث تم ربطها مؤخرا بالتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب وهو ما تعترض عليه الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك حيث تقول إنها لا تملك تفويضا للتطبيع مع اسرائيل. وفي اجتماع منفصل التقى المبعوث برئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير والأمين العام للحزب خالد عمر يوسف. وأفاد تصريح عن إعلام الحزب أن اللقاء ناقش الراهن السوداني و القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ، حيث اوضح الدقير للمبعوث التحديات الراهنة التي تواجه السودان ورؤية الحزب لهذه التحديات التي من ضمنها عملية السلام . وأكد بوث دعم بلاده لعملية السلام والإصلاح الاقتصادي في السودان. كما ناقش اللقاء رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ودعم المرحلة الانتقالية ، واكد بوث إستعدادهم للمساهمة بكل خبراتهم لتهيئة المناخ للتحول الديمقراطي و إستدامته لضمان نجاح الفترة الانتقالية .