أنهى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة التي وصلها بدعوة رسمية الثلاثاء ركزت على نقاش تطورات ملف سد النهضة. وتجئ الزيارة التي استغرقت ساعات بعد يوم واحد من الاعلان عن بدء مشاورات بين الدول الثلاث لاستئناف التفاوض حول ملف السد الاثيوبي الذي يثير خلافات واسعوة بين السودان ومصر واثيوبيا. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في بيان، السبت الماضي إنه "لا توجد قوة" يمكنها أن تمنع بلاده من تحقيق أهدافها التي خططت لها بشأن سد النهضة. جاء ذلك غداة ، اتهام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأديس أبابا بانتهاك اتفاق بشأن السد. وقال ترمب، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الجمعة الماضية، إن الوضع المتعلق بأزمة "سد النهضة" خطير وإن الأمر قد ينتهي بتفجير المصريين للسد. واكد كل من البرهان والسيسي تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بسام راضي، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان ، الثلاثاء، ركز علي مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل. وأوضح المتحدث الرئاسي أن الرئيسين "استعرضا تطورات ملف سد النهضة على ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي". و قال إن الطرفين السوداني والمصري اتفقا حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل سد النهضة، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف. وأوضح وزير الري السوداني ياسر عباس في بيان الاثنين أن اجتماعات اسفيريا سيعقد الثلاثاء برعاية جنوب أفريقيا لمناقشة ابتداع طرق ومناهج تفاوض مغايرة لتلك التي اتبعت في الجولة الماضية وذلك بمنح دور أكبر وأكثر فعالية للخبراء والمراقبين لدفع المفاوضات وتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاثة، على أن ترفع مناهج التفاوض الجديدة لرؤساء الدول لإقرارها واستئناف التفاوض على أساسها بجدول زمني محكم. وفي سياق العلاقات بين البلدين طالب الرئيس السيسي بالدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، من أجل شعبي البلدين. وأشار إلى متابعته الحثيثة لكافة التطورات الراهنة على الساحة السودانية إقليمياً ودولياً، مؤكداً مساندة مصر لإرادة وخيارات القيادة السياسية في السودان في صياغة مستقبل بلادهم، كما رحب بكافة الجهود التي من شأنها مساعدة السودان على مواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني، بالإضافة إلى تحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.