في موكب مهيب وري جثمان إمام طائفة الأنصار زعيم حزب الأمة الصادق المهدي الثرى صباح الجمعة بأم درمان وسط حشود ضخمة صعبت عملية التشييع. وتوفي المهدي ليل الأربعاء متأثرا بفايروس كورونا بعد نقله الى الإمارات مطلع هذا الشهر. ونقلت طائرة خاصة جثمان المهدي من ابوظبي حيث اقيمت بمطار الخرطوم مراسم تشييع عسكرية بحضور رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن وأعضاء مجلسي السيادة والوزراء يتقدمهم عبد الله حمدوك رئيس الوزراء. كما حضر المراسم رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين ونوابه وقادة القوات الرئيسة والقوات النظامية الأخرى وممثلين للقوي السياسية وقيادات الأنصار. وحمل الجثمان عدد من كبار الضباط في رمزية للتشكيلات الرئيسية المكونة للقوات المسلحة (البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي) إضافة إلى المراسم والتقاليد المتبعة في التشييع الرسمي. والمهدي هو آخر رئيس وزراء منتخب في السودان كما شغل منصب وزير الدفاع. عبد الرحمن المهدي وسط جموع غفيرة من المحتشدين بأم درمان وفي أم درمان تدافع الاف الأنصار منتحبين لإلقاء النظرة الأخيرة على المهدي حيث لم تفلح القوات النظامية في السيطرة على الحشود وشقت السيارة التي تحمل نعشه طريقها بصعوبة بالغة وسط الجموع الى أن وصلت قبة المهدي حيث وري الجثمان الثرى بعد الصلاة عليه. وحضر التشييع عديد من قادة القوى السياسية والحزبية والطرق الصوفية. وبرحيل الإمام المهدي تفقد البلاد قائدا عظيما وقامة سياسية وفكرية، وعرف الفقيد بالحكمة والكياسة والتزامه بنهج تصالحي قومي وكان من أكثر الداعين والداعمين للديمقراطية والنظم المدنية. وكان مجلس الوزراء أعلن الحداد العام لمدة 3 أيام حداداً على وفاة الامام الصادق المهدي وجرى تنكيس الاعلام داخل وخارج البلاد.