الخرطوم 26 ديسمبر 2020 – أمهل تجمع المهنيين السودانيين الحكومة 15 يوماً لاتخاذ حزمة من القرارات بينها اغلاق مراكز اعتقال تابع لقوات الدعم السريع في أعقاب مصرع شاب بإحداها، بينما وافقت السلطات على إعادة تشريح جثمان القتيل. وتتصاعد أزمة مصرع الشاب بهاء الدين نوري بعد أول تصريحات رسمية أدلى بها وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح قال فيها إن نوري توفى أثناء "التحقيق" معه بأحد مراكز الدعم السريع. واقتيد بهاء الدين نوري – 45 عاما-الأربعاء الماضي من أحد أسواق منطقة الكلاكلة جنوبالخرطوم بواسطة أشخاص يستغلون عربة بلا لوحات بعد أن طلبوا منه مرافقتهم. وأفادت مصادر موثوقة "سودان تربيون" أن الدعم السريع لم ينكر وفاة الشاب بأحد مراكزه لكن مسؤوليه يتحدثون عن أن الوفاة "طبيعية". واستبعد تقرير التشريح الأول الشبهة الجنائية، وأشار إلى أن سبب الوفاة "نزيف في المخ بسبب ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم". ورفضت أسرة نوري تسلم جثمانه الذي لازال مسجياً بمشرحة مستشفى أم درمان قائلة إن آثار تعذيب تبدو واضحة على جسده الذي وجدوه مضرجاً بالدماء. وقال وزير الاعلام لموقع "دارفور 24" السبت إن النيابة العامة استجابت لطلب الأسرة بإعادة تشريح الجثمان وتكليف لجنة طبية من الطب العدلي برئاسة دكتور عقيل سوار الدهب. ورأى تجمع المهنيين في بيان السبت تصريح وزير الاعلام بمثابة الاعتراف بوجود مقار تتبع للدعم السريع يتم فيها الاعتقال و"التحقيق" وشدد على أن حادثة اعتقال واغتيال بهاء ليست معزولة، وتعهد بالعمل لجعلها الأخيرة. وأضاف " نمهل الحكومة وقوات الدعم السريع 15 يومًا لتنفيذ مجموعة مطالب وإلا فالحديث للشارع". ومن بين المطالب التي طرحها التجمع في بيانه نزع حصانة المشاركين في اعتقال وتعذيب بهاء وتسليمهم فورًا للنيابة والتحقيق، مع إعلان إغلاق مقار الاعتقال التابعة للدعم السريع والإفراج عن أي معتقل فيها أو تحويلهم للشرطة علاوة على وضع الضوابط لإنهاء ومنع أي قبض أو اعتقالات إلا بواسطة الشرطة واستيفاء الإجراءات. وحث التجمع المواطنين على عدم التجاوب مع أي محاولة للتوقيف أو الاعتقال من أي جهة خلاف الشرطة السودانية، ومقاومتها. وتتكاثف خلال الأسابيع الأخيرة الشكاوى من قيام قوات تابعة لاستخبارات الدعم السريع باعتقال مدنيين واحتجازهم لأيام في مواقع تخصها بالخرطوم ، واخضاعهم للتحقيق والتحري على غرار ممارسات جهاز الأمن الذي تم حله بعد الاطاحة بالنظام السابق. وكان موقع "مونتي كاروو" عالي الموثوقية نقل الجمعة عن مصدر مطلع بالشرطة وفق التحريات الاولية ان بهاء الدين تم استدراجه بواسطة مجموعة تقود عربة بدون لوحات بسيناريو اصلاح أجهزة تكييف لإحدى الشركات، لكنه وجد نفسه معتقلا لدى الدعم السريع ببحري بتهمة الانتماء لمجموعة ارهابية تتاجر في المفرقعات. وأضاف " يوم الاحد 20 ديسمبر دون النقيب مصطفي علي محمد الحسن الذي يتبع لقوات الدعم السريع، بلاغا بقسم شرطة الصافية تحت الرقم 494 المادة 51 إجراءات". وافاد الشاكي أن بهاء الدين نوري البالغ من العمر 45 عاما، توفي الى رحمة مولاه في ظروف غامضة بالوحدة الطبية بإدارة الدعم السريع بشمبات (سلاح المظلات سابقاً). واكد بان المرحوم واثناء التحقيق معه شعر بضيق في التنفس وحمي تم نقله الي الدائرة الطبية واشار الكشف الطبي الي ارتفاع في كريات الدم البيضاء، ووضع تحت العناية الا انه فارق الحياة في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 19 ديسمبر.