شيع آلاف السودانيون، الثلاثاء، بهاء الدين نوري، الذي قُتل تحت التعذيب بمقر احتجاز تابع لقوات الدعم السريع في 20 ديسمبر الجاري، بينما تمسكت أسرته بالقصاص ممن اغتالوه. وبدأ موكب تشييع نوري بمئات السيارات من مشرحة مستشفى أم درمان إلى منطقة المظلات بالخرطوم بحري حيث مقر الاحتجاز الذي قُتل فيه الرجل البالغ من العمر 45 عاماً. وبعد أن وقف المشيعون لدقائق قبالة مقر "الدعم السريع"، واصلوا حمل النعش إلى منزل أسرة الفقيد ومنه الى مقابر حُسن الخاتمة بمنطقة الكلاكلة، جنوبي الخرطوم بعد الصلاة عليه. وحمل المئات من المشيعين صور القتيل ولافتات عليها شعارات تستنكر الحادثة وتنادي بإعدام القتلة. وتصل المسافة التي قطعها المشيعون بعضهم راجلين إلى نحو 35 كيلو متر؛ في أطول موكب تشييع بتاريخ السودان الحديث، وسط هتافات تندد بقوات الدعم السريع وتنادي بإعدام الجناة. وتسبب مقتل بهاء الدين نوري تحت التعذيب في زيادة السخط الشعبي على قوات الدعم السريع المتهمة على نطاق واسع بارتكاب انتهاكات إنسانية فظيعة ابان الحرب في دارفور. وبعد انتهاء مراسم الدفن أعلن محمد نوري شقيق القتيل تمسكهم بالقصاص من الذين تورطوا في اختطاف وتعذيب وقتل بهاء الدين، وشدد عل إنهم لن يتنازلوا عن سلك الطرق القانونية في مواجهة أساليب القتلة الملتوية. جثمان نوري قبل بداية مراسم الصلاة عليه والاثنين، قيّدت النيابة العامة دعاوى جنائية بالاشتراك الجنائي والقتل العمد لعناصر من قوات الدعم السريع، متورطة في قتل بهاء الدين نوري تحت التعذيب. وكشف متحدث باسم قوات الدعم السريع، الاثنين، عن إيقاف المتورطين في اعتقال وتعذيب بهاء الدين، لتسليهم إلى النيابة العامة للتحقيق معهم. وفي غضون ذلك قررت وزارة الصحة بولاية الخرطوم اخضاع مدير مشرحة أم درمان جمال يوسف للتحقيق بعد ايقافه عن العمل على خلفية التقرير الأول الذي أصدره بشأن ملابسات وفاة بهاء الدين حيث استبعد الشبهة الجنائية. وأشار يوسف في تعليقه على سبب وفاة نوري هو "احتقان المخ والنزف الدموي تحت السحايا المرضي بسبب علة مرضية".، كما أشار الى عدم وجود آثار عنف ظاهر على الجثة. وتتكون اللجنة التي ستحقق مع يوسف بحسب القرار الذي اطلعت عليه "سودان تربيون" من 4 أعضاء يرأسهم أسامة الشفيع مدير الرعاية الصحية الأولية، على أن ترفع تقريرها النهائي خلال أسبوعين. وأعادت لجنة مختصة بأمر النائب العام وبناء على طلب أسرته تشريح الجثمان وخلصت الى وجود كدمات تحت فروة الرأس لم يتم اثباتها في التقرير الأول بجانب كدمات على جانبي الصدر ونزع ظفر الاصبع الأكبر للقدم اليسرى الذي تلاحظ انه متكدم القاعدة. وقالت "عزينا الوفاة في تقرير اللجنة الى أنزفة المخ والتي بدورها نسبت الى الاصابة بجسم صلب وليست مرضية كما ورد في التقرير الأول". الى ذلك طالب المجلس المركزي للحرية والتغيير -المرجعية السياسية لحكومة الانتقال -بحظر اعتقال المدنيين من قبل قوات الدعم السريع. وقال المجلس في بيان، تلقته "سودان تربيون": "نطالب بحظر الاعتقال بواسطة قوات الدعم السريع لأي مواطن، تحت أي ذريعة". وأضاف: " أي عملية اعتقال تعتبر من صميم مهام الشرطة وواجب أصيل للأمن الداخلي لا يجوز ممارسته بواسطة الدعم السريع". ودعا المجلس المركزي النيابة العامة بتفتيش كل مقار قوات الدعم السريع في كل أنحاء السودان ل "التأكد من خلوها من أي معتقل"، ومن ثم إغلاق كل مراكز الاحتجاز التابعة له. كما نددت قوى المؤتمر السوداني ومنبر السلام العادل والتجمع الاتحادي بحادثة مقتل بهاء الدين.