تواصلت الاحتجاجات المنددة بتردي الأوضاع الاقتصادية في العاصمة الخرطوم لليوم الثالث على التوالي، كما خرجت مظاهرات غاضبة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وتفاقم الوضع الاقتصادي خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة جراء ارتفاع أسعار السلع الغذائية وشح الخبز وغاز الطبخ والوقود، حيث لا توجد بوادر لحل الأزمات في وقت قريب. ورصدت "سودان تربيون" الاثنين خروج المئات لليوم الثالث في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم . وخرج العشرات في منطقة "الثورة بالنص" بأم درمان، كما احتج عشرات آخرين في مناطق الصحافة والكلاكلة جنوبالخرطوم. وأغلق المحتجون طرق حيوية وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، ورددوا شعارات تُطالب بتحسين الأوضاع الاقتصادية. وفي الفاشر عاصمة شمال دارفور خرج طلاب وطالبات المدارس الثانوية، في احتجاجات وصفت بالكبيرة، منددين بارتفاع أسعار السلع الغذائية وشح الخبز وغاز الطبخ. وعملت حكومة الانتقال على رفع الدعم الحكومي بصورة كاملة عن الوقود، وبصورة جزئية عن دقيق الخبز والكهرباء، وتسبب ذلك في ارتفاع معدل التضخم الذي وصل في ديسمبر 2020 لأكثر من 269%. وفاقم من تردي الأوضاع الاقتصادية انخفاض قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، حيث وصل سعر الدولار الواحد ل 310 جنيهات. ولم تعلق حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على هذه الاحتجاجات بينما التأم الاثنين اجتماع بين رئيس الوزراء ووزراء القطاع الاقتصادي، ناقش سبل توفير السلع الاستراتيجية للمواطنين. وتم الاعلان عن تنوير صحفي لوزير الاعلام المتحدث باسم الحكومة ووالي الخرطوم للحديث حول الوضع الاقتصادي. وتُنفذ حكومة الانتقال إصلاحات اقتصادية يُراقبها صندوق النقد الدولي، تقول إنها قاسية على المواطنين في الفترة الحالية لكنها ضرورية على المدى المتوسط والطويل.
