الخرطوم 2 فبراير 2021 واصل الجنيه السوداني رحلة تهاويه المريع أمام سلة العملات الأجنبية في تداولات الثلاثاء وسط استمرار حالة الشح في المعروض وزيادة الطلب. ويواجه السودان تدهور في الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق مع ارتفاع معدلات التضخم السنوي رغم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأميركية في ديسمبر الماضي والذي علقت عليه آمال كبيرة في المساهمة في إنقاذ الاقتصاد. وطبقا لمتعاملين تحدثوا لسودان تربيون الثلاثاء فإنه جرى تداول الدولار الواحد ب 360 جنيها للبيع مقارنة ب 352 جنيها أمس الإثنين فيما سجل سعر البيع للريال السعودي 96 جنيها والدرهم الإماراتي 98 جنيها بينما بلغ سعر البيع لليورو 440 جنيها. وعزا متعاملون انخفاض الجنيه إلى تجدد الشح في المعروض بوتيرة أسرع من الأيام الماضية إلى جانب زيادة حجم المضاربات مقرونة بزيادة الطلب من كثير من القطاعات إضافة إلى وجود حالة من الهلع بتحويل من يملكون مدخرات بالعملة المحلية إلى العملات الصعبة للمحافظة على قيمتها الحقيقية. وقال أحد المتعاملين مفضلا عدم ذكر اسمه لسودان تربيون الثلاثاء إن الأسواق الموازية تشهد ارتفاع كبير في الطلب على العملات الأجنبية مقابل استمرار شح المعروض متوقعا أستمرار تدني قيمة الجنيه إلى مستويات أكثر مما هي عليه حاليا. وبالرغم من اعلان بنك السودان المركزي الاستمرار في سياسية سعر الصرف المرن المدار ضمن سياساته للعام 2021 وإنهاء الجدل بشأن تحرير سعر الصرف إلا أن قيمة الجنيه تتدنى بشكل مريع يومياً. ويعزوا مراقبون اقتصاديون ومصرفيون استمرار تدني قيمة الجنيه إلى ارتفاع حجم المضاربات ووجود حوجة حقيقية لموارد النقد الأجنبي من عدة قطاعات خاصة المستوردين وطالبي العلاج بالخارج ما أسهم في زيادة الطلب مقابل ضعف الصادرات السودانية واستمرار عمليات التهريب للذهب والثروة الحيوانية والَمحاصيل النقدية ما يفقد البلاد مليارات الدولارات.