الخرطوم 5 فبراير 2021 تحاصر الطبي العدلي بالسودان نذر أزمة جديدة بعد اكتشاف 168 جثة مجهولة بمشرحة خارج العاصمة الخرطوم، وسط مطالب بتدخل لجان التحقيق حول فض الاعتصام في تفاصيل هذه الجثث التي وصلت المشرحة خلال عامي 2019 و2020. وفي 3 يونيو 2019 فضت قوات عسكرية بالقوة اعتصام المحتجين الذين أطاحوا بالرئيس المعزول عمر البشير أمام القيادة العامة للجيش ما أسفر عن عشرات القتلى والمفقودين. وتشكلت لجان تحقيق حول حول الانتهاكات التي صاحبت العملية. وأورد تجمع الأجسام المطلبية في بيان تلقت سودان تربيون أن فريقا من التجمع وقف على جثث متحللة اكتشفت بالصدفة في مشرحة مستشفى ود مدني التعليمي، 188 كلم جنوبي العاصمة الخرطوم. وصاغ البيان عدة مطالب قال إنها موجهة لكل الجهات الرسمية ذات الصلة خصوصا في وزارات الصحة والعدل والداخلية، منها تزويد لجنة التحقيق في قضية مفقودي جريمة فض الاعتصام بكل التفاصيل الخاصة بهذه الجثث للمقارنة بين بياناتها المتوفرة وبيانات المفقودين. وطلب تجمع الأجسام المطلبية التحقيق مع إدارة مستشفى ود مدني التعليمي وإدارة المشرحة والشرطة بولاية الجزيرة حول أسباب استمرار هذه الحالة في المشرحة لمدة سنتين على الأقل دون اتباع الخطوات القانونية والطبية المهنية المتبعة. وفي يناير الماضي أوقفت النيابة العامة كل من مدير مشرحة أم درمان جمال يوسف ومدير هيئة الطب العدلي السابق هشام زين العابدين على خلفية دفن ضحايا فض الاعتصام بطرق غير قانونية. كما دعا للتحقيق مع الأشخاص أو الجهات التي أوصلت كل هذا العدد من الجثامين للمشرحة وعدم التعجل في دفن الجثث قبل التوصل للنتائج التي تقود لهوية المتوفين وأسباب وتاريخ الوفاة وإصدار نشرة جنائية تحوي هذه التفاصيل بما فيها المتعلقات والوثائق التي وجدت بحوزة بعض المتوفين بجانب الكشف عن عدد محدد للجثامين. وبحسب البيان فإن 100 جثة جهزت للدفن حتى عصر أمس الخميس على بعضها كسور وإصابات أخرى بائنة بشكل يسهل تمييزه. وأفادت أن عملية فرز الجثامين كشفت عن وجود بعض الجثامين بالملابس التي كانوا عليها لحظة الوفاة والعثور على 11 بطاقة هوية وأوراق أخرى ما يجعل تصنيفهم ضمن الجثث مجهولة الهوية خطأ فادح أو إهمال يستوجب التحقيق. وشكك البيان في إدعاء الجهات المعنية بأن الجثث تحللت جراء تعطل وحدة التبريد مطلع الشهر الحالي قائلا إن حالتها تنبئ بأنها متحللة لمدة طويلة لدرجة طمس ملامحها وإلتصاقها ببعضها وأرضية الممرات داخل وخارج ثلاجات حفظ الموتى. وانتقد عدم الإفصاح عن أي تفاصيل لتاريخ ورود الجثامين في سجلات المشرحة حيث لم يتسنى الحصول على أي بيانات أو قيد تحريزي يضم صور للجثامين لحظة وصولها، فقط إفادت إدارة المشرحة بأنها وردت في الفترة بين 2019 و2020.