الخرطوم 10 فبراير 2021 لليوم الثالث على التوالي تندلع احتجاجات عنيفة ومتزامنة في أكثر من مدينة سودانية، وصاحبت احتجاجات غلب عليها الطلاب في مدينتي الضعين بشرق دارفور والفولة بغرب كردفان أعمال حرق ونهب واسعة. ومنذ الأسبوع الماضي وعلى مدى يومين شهدت مدينة القضارف "شرق" احتجاجات طلابية صاحبتها أعمال تخريب ونهب طالت السوق الرئيسي. والثلاثاء، وقعت أعمال نهب في ولايتي شمال وجنوب دارفور، وقد أتت امتدادا لعمليات السرقات المُنظمة التي حدثت في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان بالاثنين. وقال شهود عيان، ل"سودان تربيون"، إن المئات من مواطني الضعين أضرموا النيران في عدد من السيارات ومقر الإذاعة والتلفزيون بالمدينة. واحتج طلاب وطالبات المدارس الثانوية في مدينة الضعين للتنديد بارتفاع أسعار السلع الغذائية، وذلك قبل أن تتحول الاحتجاجات لأعمال نهب وتخريب بعد أن أنضم إليهم آخرين. وأدانت رابطة إعلاميي وصحفيي دارفور استخدم العنف وحرق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة في الضعين. وطالبت الرابطة الحكومة المحلية بتأمين المقار الحكومية وحمايتها من المخربين وتقديم المتورطين منهم في الأحداث إلى محاكمات فورية. وفي مدينة الفولة، حاضرة ولاية غرب كردفان، سادت أعمال نهب وسرقات وحرق لمحال تجارية في سوق المدينة، كما حصب المحتجون مقر الحكومة المحلية بالحجارة وسيارة والي الولاية. وحمل عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير جعفر حسن الأجهزة الأمنية مسؤولية الانفلاتات التي صاحبت الاحتجاجات لتراخيها وعدم تعاملها مع أعمال التخريب والحرق والنهب التي طالت الممتلكات العامة والخاصة. وقال حسن لسودان تربيون إنه يجب على قيادة الدولة محاسبة الأجهزة الأمنية لتقصيرها في حماية وتأمين الأسواق. في ذات السياق غرّد رئيس حركة تحرير مني أركو مناوي في تويتر قائلا إن "المظاهرات المنددة بالغلاء وانعدام الخدمات وشح السلع الأساسية التي عمت بعض المدن مفهومة ومقبولة لكن عمليات السرقة والنهب وحرق الممتلكات مع تقاعس الأجهزة الحكومية في القيام بواجبها يفتح استفهامات عديدة". وأصدر والي غرب كردفان حماد عبد الرحمن صالح قرارا ولائيا قضى بحظر التجوال داخل مدينة الفولة من الساعة الرابعة مساء وحتى السادسة صباحا واستثنى القرار العاملين في الأجهزة الأمنية والكهرباء والمياه والصحة وعمال المخابز. واستبقت ولاية غرب دارفور وقوع أعمال النهب فيها وقررت تعليق الدراسة في مدارس الأساس والثانوي، اعتبارا من اليوم الأربعاء إلى حين إشعار آخر. وقيّدت شرطة ولاية جنوب دارفور إجراءات قانونية بحق أثنين من المحتجين كانوا يحملون أسلحة خلال أحداث التخريب التي تعرضت نيالا أمس الثلاثاء. وقال الوالي موسى مهدي إن هناك "مخطط تخريبي وراء أعمال الشغب التي شهدتها نيالا، حيث استهدفت الجهات نهب السوق وممتلكات المواطنين". وأضاف: "هذه الجهات التي رتبت للشغب استخدمت الأطفال والمشردين والباعة الجائلين في تنفيذ المخطط التخريبي". وكشف مدير الشرطة بولاية شمال كردفان اللواء حسن حامد، عن توقيف أكثر من 100 متهم في أحداث التخريب بمدينة الأبيض، كما جرى إيقاف آخرين متهمين في أعمال النهب في الرهد وأم روابة. وأعلنت حكومات شمال وجنوب دارفور وشمال كردفان حالة الطوارئ وقررت فرض حظر التجوال من السادسة مساءًا حتى السادسة من صباح اليوم التالي. وتزداد المخاوف من أن تؤدي الضائقة الاقتصادية إلى توسع أعمال النهب لمدن أخرى في ظل عدم تدخل قوى الأمن والشرطة في الوقت المناسب.