الخرطوم 14 فبراير 2021 واصلت العملة الوطنية في السودان، رحلة التدهور أمام العملات الأجنبية، في تداولات بداية الأسبوع. وانخفضت قيمة الجنيه إلى رقم قياسي قبيل إعلان الحكومة الجديدة الاثنين الفائت، حيث وصلت قيمته إلى 415 مقابل الدولار الواحد، وذلك قبل أن يشهد تحسنًا لبضع أيام لكنه سرعان ما عاد الى التهاوي. وتسود حالة من الارتباك الأسواق الموازية التي تشهد أكبر عمليات لبيع وشراء العملات في العاصمة الخرطوم، نتيجة استمرار شح المعروض وزيادة الطلب. وقال متعاملون في أسواق العملات الأجنبية الموازية، ل"سودان تربيون"، الأحد: "إن قيمة العملة الوطنية انخفضت مجددًا، حيث جرى تداول الدولار الواحد ب 380 مقابل 370 في معاملات السبت". وسجل سعر بيع الريال السعودي 98 جنيهًا والدرهم الإماراتي 99، فيما بلغ سعر البيع لليورو 440جنيها. وأرجع المتعاملون تدني قيمة الجنيه إلى استئناف المضاربات من قبل التجار، بعد ارتفاع حجم الطلب على العملات الأجنبية. وقال أحد المتعاملين، مفضلا عدم ذكر اسمه ل"سودان تربيون"، إن الأسواق الموازية تشهد حالة من ارتفاع حجم المضاربات على خلفية تصريحات وزيرة المالية السابقه التي شككت فيها بتلقي السودان منحة بقيمة 500 مليون دولار من إحدى الدول العربية. وتسببت موجة التراجع الأخير للجنيه فى تفاقم الضائقة المعيشية وارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى مستويات غير مسبوقة، ما ادى لتوقف عدد من المحلات التجارية والشركات عن عمليات البيع لعدم مقدرتها على التسعير مع ارتفاع التكلفة. وقال المحلل المصرفي عثمان التوم، ل "سودان تربيون"، إن سعر الصرف للدولار يخضع لعوامل العرض والطلب وإن المنح والقروض حتى فى حال صحة دخولها للسودان تؤدي إلى تحسن المعروض من النقد الأجنبي مؤقتا. وأضاف: "لابد من وضع حلول عملية تستهدف استقرار سعر الصرف عبر حزمة من الإجراءات من بينها زيادة موارد النقد الأجنبي وضبط حصائل الصادرات وتقليل الطلب على العملات الأجنبية". وأشار إلى أن الحكومة عملت على تحرير سعر الصرف بشكل غير مباشر خلال السياسات النقدية للعام 2021 م خاصة وإن تلك السياسات وضعت سعر تحفيزي لجذب تحويلات المغتربين، والصادر والوارد، وفقاً لسعر الأسواق الموازية.