ابدت الحكومة السودانية ثقتها فى تمديد مجلس السلم والامن الافريقي المهلة التي منحها لدولتي السودان وجنوب السودان بشان حل ازمة ابيي والتي ستنقضي في التاسع من ديسمبر الجاري بينما اعلنت جوبا عدم استعدادها للدخول مرة اخري في مفاوضات لانهاية لها مع الخرطوم حول ابيي. وقطع وزير الخارجية علي كرتي بان مقترح الوساطة الافريقية بشأن الحل النهائي لقضية أبيي لن يرى النور على الاطلاق ولن يرفع الى مجلس الامن الدولي كما تشتهي اميركا – حسب تعبيره- وحذر من أن المقترح يقود للتضحية بالسلام وكشف عن ورقة موحدة أعدتها الخارجية بمساعدة شركة قانونية بريطانية بشأن التعامل مع مقترح الحل النهائي للمنطقة محل النزاع . وقال كرتي اثناء رده على مداولات نواب البرلمان حول اداء وزارته أمس أن الحكومة قررت التعامل مع القرارات الصادرة من المحافل الافريقية بحكمة حتى فى حال انحيازها لدولة الجنوب دون إثارة اي شئ في نفوس الافارقة وطالب المسئولين في الدولة بضبط التصريحات تجاه المواقف الافريقية. وكشف كرتى عن تشكيل لجنة للتعامل مع قرار مجلس السلم الافريقي حول مقترح الوساطة الافريقية الخاص بابيي واشار الي ان الرئيس وافق على كل توصيات اللجنة التى أعدت ورقة موحدة باتفاق مع وفد التفاوض الحكومي لشرح وجهة نظر السودان بشأن المقترح. وأكد ان الورقة دعمت بموقف قانوني من شركة قانونية بريطانية اوضحت مدى احقية مجلس السلم الافريقي في فرض قرارات تؤثر في تحديد الحدود بين الدول وتحريك اراضي من دولة الي اخرى بحسب وثائق الاتحاد الافريقي ومجلس السلم . واكد الطواف بالورقة على الدول الاعضاء بمجلس السلم الافريقي باستثناء انغولا بجانب المسئولين في الاتحاد الافريقي باديس ابابا والامم المتحدة بنيويورك وفق خطة محددة وقال انهم اكدوا لقادة تلك الدول أن المقترح يقود للتضحية بكل اتفاقية السلام الشامل ويعيد الاجواء بين الخرطوموجوبا للمواجهات والحرب بجانب انه يضعف موقف افريقيا بعد النجاحات التي حققتها في نيفاشا . وأكد الوزير ان اللقاءات تكللت بالنجاح وان القادة اكدوا بعدم رفع اي قضايا محل خلاف لمجلس الامن واضاف "بالتوافق مع القادة الافارقة نجزم ان الاجتماع المقبل لمجلس السلم الذي ارجأ للرابع عشر من الشهر الجاري لن يقرر او يؤيد مقترح امبيكي " . وتوقع ان يؤجل للمرة الثانية بعد تولد قناعة لدى الافارقة ان الامر لايمكن ان يأخذ هذا الماخذ وأن يقود الافارقة دولة منهم لتحاكم امام مجلس الامن الظالم - حسب وصفه - " واضاف "اقول اننا انجزنا هذا الامر ولن يرى المقترح النور على الاطلاق ولن يرفع لمجلس الامن على حين غرة كما تشتهي امريكا ". ورجح سفير السودان باديس ابابا عبد الرحمن سر الختم تمديد المهلة وعدم اتخاذ المجلس لقرار منفرد يحدد مستقبل المنطقة خلال اجتماعه المتوقع في الرابع عشر من ديسمبر الجاري. وقال سر الختم انه متفائل بنتائج تحركات السودان الخارجية علي مستوي الرئاسة والخارجية وسفراء الدول الافريقية باديس ابابا في اشارة الي زيارات نائب رئيس الجمهورية الحاج ادم ووزير الخارجية علي كرتي الي دول غرب وشرق ووسط افريقية ونقلهما لرؤية نظر السودان حول القضية مستبعدا اتخاذ المجلس قرارا منفرد ا يحدد مستقبل المنطقة . بالمقابل اكد وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال لسودان تربيون امس "أن بلاده لن تقبل مرة أخرى مفاوضات لا نهاية لها مع الخرطوم" بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها. واشار الى ان جوبا فعلت مابوسعها لضمان تسوية النزاع على المنطقة وديا واضاف " فعلنا الكثير ليس فقط على أبيي ولكن على جميع القضايا الأخرى المتبقية من اتفاق السلام الشامل ". واشار الوزير الى توافق الآراء بين الدول الأعضاء الرئيسية في الاتحاد الأفريقي على ضرورة حل النزاع مشيرا الي انه لاتوجد دولة واحدة في الأفريقية لا تدعم كسر الجمود بشأن القضايا مع السودان، واضاف " هناك الآن توافق عام في الآراء من الدول الأعضاء الرئيسية في الاتحاد الأفريقي" مشيرا الي انهم يريدون وضع حد لهذا الصراع وليس التفاوض الذي لا نهاية له ". وكان نواب في البرلمان السودانى طالبوا الهيئة التشريعية امس الاول باتخاذ موقف حول قضية أبيي استباقاً لمحاولات مجلس السلم والأمن الأفريقي إصدار قرار بشأنها، و أكد الفريق مهدي بابو نمر القيادي بقبيلة المسيرية ، أن الحديث عن أبيي انتهى وأن قيادات المنطقة (ستضغط على الزناد) حال اتخاذ أي موقف لاتقبله قبيلته .