الخرطوم 11 يوليو 2014 مهرت الكيانات القبلية للحمر والمعاليا في الخرطوم، مساء الخميس، اتفاقا لوقف المواجهات الدامية بين أبناء القبيلتين والدائرة في ولايتي شرق دارفور وغرب كردفان منذ عامين، وأمن الطرفان على دعم الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر الصلح في 18 يوليو الحالي. تخلف النزاعات القبلية المتكررة في دارفور خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات وتدور مواجهات متقطعة بين قبيلة الحمر التي تقطن غرب كردفان وقبيلة المعاليا القاطنة بشرق دارفور، وتعود بداية الصراع إلى نزاع حدودي بين الولايتين والقبيلتين على حقل "زرقة أبو حديدة" النفطي. وأقر والي غرب كردفان اللواء أحمد خميس في 2013 بأن النزاعات بين قبيلتي الحمر والمعاليا وقعت بسبب ظهور البترول في المنطقة. ووقع الاتفاف الذي عقد بدار الحمر في مدينة أمدرمان، رئيس اتحاد منطقة دار حمر عبد الرحيم أحمد سالم ورئيس مجلس شورى المعاليا الشيخ مردس جمعة عبد الله. وقالت وثيقة الاتفاق التي تلقت "سودان تربيون" نسخة منها، إن الاتفاق يأتي "سعيا لرأب الصدع بين القبيلتين حول النزاع الذي وقع بينهما خلال الفترة الماضية وما نتج عنه من خسائر مادية وبشرية، واستلهاما لروح التعايش والتسامح والتسامي فوق الكبائر والصغائر وسدا لكل أبواب الذرائع". ووجهت السلطات بولايتي غرب كردفان وشرق دارفور، أول الشهر الجاري، بنشر قوات مشتركة عازلة بين قبيلتي الحمر والمعاليا عقب تجدد قتال استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة وأدى إلى مصرع وجرح 75 من الطرفين بسبب سرقات للماشية. وأمن اتحاد منطقة دار حمر ومجلس شورى قبيلة المعاليا، على أن ما بين القبيلتين من تاريخ مشترك ووشائح قربى ومصاهرات يستوجب من الجميع الحفاظ على كل ذلك. وحث الاتفاق كل الجهات في الدولة والإدارة الأهلية للقبيلتين على تحمل مسؤولياتهم الكاملة لانجاح مؤتمر الصلح المقرر يوم الجمعة المقبل بمدينة الفولة، مؤكدين دعمهم اللا محدود للمؤتمر حقنا للدماء ولعودة العلاقات الاجتماعية بين الجانبين لسابق عهدها. وطالب الطرفان كل أفراد القبيلتين ممثلين في الإدارة الأهلية بضبط النفس وكبح جماح المتفلتين وسد جميع إبواب الذرائع المفضية الى النزاع . وأكدت الأممالمتحدة أن 38 شخصاً قتلوا نتيجة لاشتباكات بين المجموعتين بسبب خلاف حول حق الرعي في ديسمبر الماضي في غرب كردفان. وفي مايو الماضي قتل 28 شخصاً في معارك بين الحمر والمعاليا في شرق دارفور وغرب كردفان وفق أحد الزعماء القبليين حينذاك.