تصاعدت الخلافات على نحو غير مسبوق داخل حركة التحرير والعدالة بزعامة التجاني السيسي ، وسط ترجيحات قوية بأن تشهد الحركة خلال الساعات المقبلة انقساما يقوده الامين العام الحالي للحركة وزير الصحة بحر إدريس أبو قردة ، إلا أن الاخير قلل من أهمية هذه الخلافات وابدى استعداده لحسمها في داخل التنظيم. بحر إدريس ابو قردة بحر إدريس ابو قردة ووقعت حركة التحرير والعدالة مع الحكومة السودانية على وثيقة سلام دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة في العام 2011 وشملت الوثيقة سبعة محاور حول التعويضات وعودة النازحين واللاجئين واقتسام السلطة والوضع الإداري لدارفور واقتسام الثروة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والعدالة والمصالحة والوقف الدائم لإطلاق النار والترتيبات الأمنية النهائية وآلية التشاور والحوار الداخلي وآليات التنفيذ. وتفجرت في وقت سابق خلافات قوية بين ابوقردة الذي شغل منصب الامين العام ورئيس الحركة التجاني السيسي حول تنفيذ بنود الإتفاقية ، خاصة فيما يخص بند تنفيذ الترتيبات الأمنية ،لكن قيادات في التحرير والعدالة سارعت الى إطلاق تأكيدات بلملمة الخلافات وطي صفحتها . وقال والي ولاية غرب دارفور،رئيس لجنه الترتيبات الامنية بالحركة حيدر قالوكوما في مؤتمر صحفي عقد بمقر السلطة الإنتقالية في الخرطوم الأحد ،ان الحركة شرعت في انفاذ الترتيبات الامنية معترفا بتأخير الخطوة التي كان يفترض ان تنجز بعد 45 يوم من توقيع إتفاق السلام بالدوحة . وعزا قالوكوما التأخير الى عدم توافر المتطلبات المالية مشيرا الى انها واحدة من التحديات التي واجهت الحركة فضلا عن رؤية بعض القيادات الداعية لتأجيل تنفيذ الخطوة . وأوضح ان الحركة تتكون من نحو 19 فصيل ،وأن لجنه مختصة تشكلت عقب صدور قرار من المجلس الرئاسي للحركة بنيالا شددت علي ضرورة الاسراع في انفاذ الترتيبات الامنية وشرعت ذات اللجنة في زيارات ميدانية شملت معسكرات الحركة في جنوب وشرق دارفور لمتابعة دمج وتسريح قوات الحركة . وأعترف قلوكوما بوجود تباين في الرؤى داخل الحركة لكنه أستبعد وقوع اي انقسامات ، وحث بحر ادريس ابو قردة ، على الجلوس والحوار لتوحيد الكلمة وتلافي الخلافات ،نافيا علم حركة التحرير والعدالة بعقد الامين لمؤتمر صحفي في ذات التوقيت ، وأعتبر الحديث عن انفاذ الترتيبات الأمنية عبر السلطة الإقليمية ،وعده محاولة ل"التسويف". وأتهم المتحدث باسم التحرير والعدالة ووزير الدولة بمجلس الوزراء أحمد فضل مجموعات داخل الحركة بالسعي الى عرقلة الترتيبات الامنية مسميا الأمين العام ادريس ابو قردة بالتورط في تلك التحركات، وقلل من وقوع انقسام في الحركة سيما وأنها شهدت من قبل خروج القيادي احمد عبد الشافي وأضاف "لم يخرج معه احد حينها" وأكد فضل عزم التحرير والعدالة على خوض الانتخابات بعد مخاطبة مجلس الاحزاب السياسية بتحول الحركة الي حزب سياسي ، مؤكدا تماسك مؤسسات وأجهزة الحركة بالمركز والولايات مبديا رغبه الحركة في التعاون مع حزب المؤتمر الوطني والحكومة وتقبل الدعم منهما . ابوقردة :نتقصي كيفية اللحاق بالإنتخابات وفي غضون ذلك قال بحر ابوقردة ان الحركة أبلغت مسجل الاحزاب رسميا بشروعها فى التحول الى حزب سياسى بعد دمج اول دفعة من قواتها فى القوات النظامية ضمن بند الترتيبات الامنية ، وأكد ارسال الحركة وفدا الى المفوضية القومية للانتخابات للتقصى حول كيفية اللحاق بالعملية الانتخابية. وقال ابو قردة فى مؤتمر صحفى نظمته وكالة السودان للأنباء بقاعة الصداقة بالخرطوم الأحد ، ان التحدى الذى يواجه حركته هو التحول الى حزب سياسي فى هذا التوقيت الضيق الفاصل عن الانتخابات . وشدد ابوقردة على انه لا ينوي الانشقاق عن قيادة الحركة لافتا الى ان الخلافات فى وجهات النظر تحل داخل المؤسسات . وطالب مؤسسات السلطة الاقليمية لدارفور بكشف اى فساد وتوضيح الحقائق للناس واقر بان الاداء فى السلطة لم يكن بالقدر المطلوب ، مشيرا الى ان الاجل الموضوع لنهاية سلطة دارفور الاقليمية لا يؤثر على استمرار التنفيذ. وبشان امكانية التحالف مع المؤتمر الوطنى فى الانتخابات المقبلة قال ابوقردة ان "كل الابواب مفتوحة " وتابع يمكن ان نتحالف مع المؤتمر الوطنى ونحن نسعى من اجل تحقيق وحدة وطنية لكل اهل البلاد".