[b]لقد كانت الجامعات السودانية منارة للعمل السياسي الراشد والذي كانت تستنير منه جموع الشعب السوداني ، فلكم من مظاهرة أو تحركات قادها الطلاب وكانو موجهوها الاساسيون ثم تبعهم عامة الشعب حتي تحقق لهم ما ارادو . - لم تكن ثورة أكتوبر أو ثورة ابريل إلا نتاجاً للحراك الطلابي المميز والذي منح الدروس والعبر للاحزاب السياسية المتواجدة خارج نطاق القاعات الاكاديمية وقادتها الذين لم ينالو حرفاً من التعليم الممنهج للعمل السياسي فعاثو في البلاد فساداً دون توجيه أو دراية . - لقد سادت الساحات الطلابية مجموعات متباينة الرؤي والافكار من أقصي اليمين الي اقصي اليسار مروراً بأحزاب الوسط ......... ولقد كان أفرادها أنموذجاً يحتذي به في الانضباط التنظيمي والعمل السياسي المحكم والمنظم في أقصي درجاته . - ماجعلني أكتب الآن عن هذا الوضع الذي كان سائداً في الجامعات هو ما يحدث الآن من تلاعب بأسم السياسة وهي منهم براء براءة الذئب من دم إبن يعقوب . - ما عادت التنظيمات السياسية في الجامعات ذات جدوي تنظيمية تذكر ، لقد اصبح التفلت هو اساس الممارسة السياسية فلا يوجد كادر واحد ملتزم بخط تنظيمه السياسي والفكري ... بل جلهم يبحث عن مجده الشخصي بعيداً عن المكنونات الفكرية التي من المفترض انه يدافع عنها . - تواجدي في قلب أغلب الجامعات أتاح لي الاحتكاك بالعدبد ممن يدعون أنهم قيادات طلابية ولكن مفهومهم للعمل الطلابي صفراً كبير .... فجلهم يعمل من أجل شهرته الذاتية وهذه لعمري هي آفة العمل السياسي الطلابي . - هذا يعمل لكي يقال عنه انه مناضل ضد النظام وأنه قد أعتقل عدة مرات حتي تفتخر به الطالبة التي يدعي انه يعشقها ويكبر في عينيها فقط دون هدف تنظيمي ثابت لهذا الاعتقال أو اي مبرر سياسي واضح لعملية الصدام هذه . - وذلك يعتنق هذه الفكرة السياسية ليس من أجل الافكار .. بل لأن أحد المحسوبين علي التنظيم الحاكم قد اساء اليه اساءة شخصية ووجد من يحتضنه من التنظيمات المعارضة فاراد الانتقام لشخصه فأدي بتهوره الي كشف بعض اسرار تنظيمه الجديد والذي هو لايدري عنه شئياً من نواحيه الفكرية . - حدث ولا حرج عن الآلاف الذين ينضمون في سنتهم الأولي الي الحزب الحاكم ليس من أجل فكرة أو منهج بل من أجل كسب لحظي يمنح لهم في فترة الحملات الانتخابية ولكن بعدها ماذا يحدث .... هم أنفسهم لا يدرون عن ماذا يدافعون وفي اي الطرق يسيرون . - سادتي الافاضل إن آفة العمل السياسي الطلابي الرئيسية الآن هي البحث عن الكم أو العدد الكبير لافراد التنظيم بعيداُ عن التدريب والصقل السياسي فكل الاحزاب تحصر نفسها طول العام في حملة انتخابية مفتوحة دون ان تمنح نفسها فرصة لعمل داخلي منظم لنشر فكرتها داخل عضويتها انفسهم وتدريبهم التدريب الأمثل . - ليس دائماً التنظيم الاكثر عدداُ هو الفائز بانتخابات الجامعات النقابية ، بل الاكثر تنظيماً واقناعاً للطالب العادي الذي لايهمه من يقوده ..... بل باي فكرة واي منهج سيقاد . - سادتي من إحدي الحقائق التي يجهلها من يشتغلون في العمل السياسي الطلابي أن الطالب العادي غير المنتمي سياسياً الآن هو أدري بالسياسة ممن ينضمون تحت لواء هذا أو ذاك . -لم أكتب هذا إعتباطاً أو حديثاً من غير تجربة ، ولكنني تحاورت مع العديد ممن يسمون بالفلوتر ووجدتهم اكثر دراية بما يجب أن يكون عليه الكادر السياسي أكثر ممن يدعون انهم يقودون الخطاب العام للجماهير الطلابية .... ويتضح ذلك في عدم اقتناعهم باي من الأحزاب السياسية المتواجدة علي الساحة وهذا لعمري هو الرأي الصحيح المتوافر ولنا عودة في حلقات قادمة للتفصيل اكثر عن هذا الموضوع .. ودمتم - - - - - - - - - - - - - - - - -