تراسيم.. باعونا الترام !! في شهر يوليو من العام 2006 كانت بلادنا تحتفي بزيارة الملكة النوبية شيبا ديبرا.. وكانت سمو ملكة ترينداد قد أكدت أن أسلافها ولدوا في المنطقة النوبية.. الملكة النوبية زارت أكثر من ولاية واجتمعت بعدد من الوزراء.. بل أعلنت عن تبرعها بنحو خمسين مليون دولار.. انتهت زيارة جلالة الملكة إلى حبسها في مخافر الأمن بعد أن تبين أن الجميلة ديبرا ضحكت على الجميع.. الملكة المزيفة عجزت عن سداد رسوم إقامتها بفندق الهيلتون وتطوع رجل أعمال سودان بدفع المبلغ بعد أن أوهمته صاحبة الجلالة أن لها ثمانية أطنان من الذهب في دولة أفريقية. في مستشفى عطبرة كان هنالك شاب يعاني من اضطرابات نفسية يمارس التطبيب على (عينك يا تاجر).. المشكلة أن إدارة المشفى كانت تعلم أن الشاب يمارس جنونه بمتعة على المرضى.. يدخل المستشفى دون أن يقطع تذكرة.. يتفقد المرضى دون أن يحمل سماعة.. لم تنتبه إدارة المستشفى للأمر حتى وقع الفأس فوق رأس مريض.. المريض دفع رسوم عملية للطبيب المجنون.. وبعدها دخل الطبيب المزيف إلى غياهب الحبس.. بينما اكتفت إدارة المستشفيات بإطلاق التصريحات. في الخرطوم داهمت الشرطة متجراً لبيع اللبن.. بعد الفحص على اللبن المجلوب اكتشفت السلطات أن الحليب مخلوط ببنسلين.. التجار يفعلون ذلك حتى يحافظوا على منتجهم من التلف.. لا يهمهم أن فعلهم هذا يتلف أجساد أطفال صغار.. المعلومة ليست جديدة.. كثير من الناس كان يتحاشى شراء اللبن المحمول على الدواب مخافة البنسلين.. ولكن السلطات لم تتحرك إلا مؤخراً وبصورة فردية. كثير من المخابز تبيع خبزاً يسر لونه الناظرين.. وهنالك مخابز تضيف مادة بروميد البوتاسيوم المسببة لكثير من الأمراض.. ولكن الرقابة تقف عاجزة.. لم نسمع تاجراً ذهب إلى السجن حبيساً بسبب الغش التجاري.. أو أن مطعما تم إغلاقه لعدم مراعاته لضوابط الصحة العامة. احتفل مواطنو الخرطوم ببصات (المرسيدس) الفخمة التي غزت مدينتهم مؤخراً.. البصات التي صدرنا بعض السواقين للتدريب على قيادتها في دبي لم تكن جديدة.. بعضها عمره أكثر من خمس سنوات.. وبعضها يحتاج كما ذكرت الزميلة الوطن للصيانة من الصدام للصدام.. الحقيقة أن البصات التي دخلت معفاة من الجمارك عبارة عن نفايات بلدية دبي التي أدخلت وسائل مواصلات حديثة ثم باعتنا الترام. هيئة المواصفات والمقاييس الاتحادية جهاز بروقراطي معلق بوسط الخرطوم.. أحياناً كثيرة يتدخل الساسة في تحديد المواصفة.. المطلوب الآن أن يتمدد عمل المواصفات ويتنزل للولايات.. المواصفات تحتاج إلى سواعد خبيرة تجعلها في كل مكان.. أعجب أن في السودان شرطة لحماية السياح.. والحقيقة أن عدد أفراد الشرطة المعنية أكبر من عدد السياح الذين يزورون البلاد. آن الأوان أن يكون في كل مدينة جهاز يهتم بحماية المستهلك وضبط الجودة.. وأن يتم تجريد حملات لضبط المواصفات في كل مصنع ومؤسسة ومتجر يقدم خدماته للجمهور.