تشهد القاهرة اليوم حدث جلل فى تاريخ مصر المعاصر، ومنذ ثورة يوليو 52 أول رئيس جمهورية يجلس فى قفص الأتهام ،أحضر الرئيس المخلوع على سرير متحرك وحوله إبنيه، الوضع الأسرى للعائلة الحاكمة سابقاً مزرى ووضع الرئيس المخلوع يدعوا الى الشفقة، لقد أختير هذا الوضع بعناية من قبل محامية لجلب التضامن معه وقد يساعد ذلك فى تغيبه عن الجلسات القادمة، هذا المشهد يدعوا العالم الى إحترام الإرادة الشعبية المصرية والمسقبل الديمقراطى لهذا البلد العربى الكبير، وعودة القاطرة العربية الى طريق قيادة الأمة العربية، مصر جديدة تولد حقاً مصر دولة القانون والمساواة، حيث يقدم الرئيس السابق الى محكمة مدنية له فيها حق الدفاع ولم يحاكم أمام محكمة عسكرية كما تعود أن يقدم فيها أعدائه، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، فى هذه المحاكمة قد يواجه الرئيس السابق محمد حسنى مبارك عقوبة الإعدام، هذه رسالة واضحة ودرس بليغ الى كل حكام المنطقة العربية وخاصة جنوب الوادى، ثقافة الإفلات من العقاب قد دق آخر مسمار على نعشها، وبدأت ثقافة عدم الأفلات من العقاب، ولا أظن أن حكامنا فى السودان ببعيدين عن هذا المشهد، نضيف أن ثقافة عدم الإفلات من العقاب يجب أن تصاحبها نهاية ثقافة "عفا الله عما سلف" السائدة فى الوسط السياسى السودانى، مما دفع بالفساد وتفشى التعدى على الحريات الديمقراطية والسطو على الحكم لعدم التخوف من مواجهة العقاب، ما يجرى من محاكمات فى القاهرة اليوم، تظل راسخة فى ذاكرة المصريين وتضجع مراقد حكامنا فى السودان، إننا فعلاً بحاجة الى محاكم شبيه بمحاكم النازيين بعد الحرب العالمية الثانية لهذه الطقمة الحاكمة التى أتت الى السلطة ومعها كل الشؤم مارست كل أنواع التعذيب بهذا الشعب فى بيوت أشباحهم وفى سجونهم، أدخل الإنقاذيون كل أوساخ الدكتاتوريات فى تجربة لم يشهد التاريخ أسوء منها ولن تتكرر، لقد جرفوا العقول ومارسوا التجريف الثقافى والأخلاقى، لقد دمروا العقول والهوية السودانية ،يجب وضعهم موضع مبارك فى قفص الإتهام ومحاكمهم وكل من شارك فى قتل شعبنا أو تواطأ مع الإنقلابيين وكل من إعتدى على المال العام، ليكون درساً تاريخياً لكل حاكم قادم لإحترام هذا الشعب ولصون كرامته ولإحقاق الحق وبسط العدالة. الشريف جارالنبى ألمانيا03.08.2011 -