حياة جديدة للبشير بعد عزله.. مجمع سكني وإنترنت وطاقم خدمة خاص    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار: (موت الشهيد مهند لن يشفي غليلنا حتى لو انتهوا الدعامة كلهم وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يعوضنا ونقدمه له)    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    ماذا حدث للتحليل الاقتصادي الموجه للراي العام بلا مقابل؟    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    ((أحذروا الجاموس))    كبش فداء باسم المعلم... والفشل باسم الإدارة!    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    تعليق صادم لمستشار ترامب تّجاه السودان    ميليشيا تستولي على مقرّ..تطوّرات في جنوب السودان    مهاجم جنوب أفريقيا إلى نادي العدالة السعودي    مبارك الفاضل..على قيادة الجيش قبول خطة الحل التي قدمتها الرباعية    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد.. الفنانة إيمان الشريف تفاجئ جمهورها وتطرح فيديو كليب أغنيتها الجديدة والترند "منعوني ديارك" بتوزيع موسيقي جديد ومدهش    التغير المناخي تسبب في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بأوروبا هذا الصيف    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. في مشهد مؤثر.. خريج سوداني يجري نحو والده بحب كبير في ليلة تخرجه من الجامعة والأب يعانقه ويشاركه الرقص بطريقة جميلة وملفتة    شاهد.. الفنانة إيمان الشريف تفاجئ جمهورها وتطرح فيديو كليب أغنيتها الجديدة والترند "منعوني ديارك" بتوزيع موسيقي جديد ومدهش    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تثير ضجة غير مسبوقة بتصريحات جريئة: (مفهومي للرجل الصقر هو الراجل البعمل لي مساج وبسعدني في السرير)    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    السودان يدعو المجتمع الدولي لدعم إعادة الإعمار    ما ترتيب محمد صلاح في قائمة هدافي دوري أبطال أوروبا عبر التاريخ؟    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هنا اد م رمان - إذاعة جمهورية السودان
نشر في سودانيات يوم 27 - 08 - 2011


[email protected]
هنا أم درمان ...... إذاعة جمهورية السودان- جزء أول
رحلة عطاء ممتد ووعاء تثقيف للشعب لن ينضب معينهُ
شاركت شعب السودان كل أفراحه وأتراحه ... وقدمت العلماء والإبداع
ظلت لسبعة عقود من الزمان تدخل كل بيت وتعبرالسهول وتتسلق الجبال
بقلم: صلاح الباشا
[email protected]
البداية :
في العام 1940م ومن داخل بيت متواضع الحال ، يكسوه الجالوص ، وسقفه من حصير وجريد وعتب ، أو في أحسن الأحوال من ألواح الخشب ، كان يسمي ذلك البيت بدار الإذاعة والتي إنتقلت لاحقا إلي موقعها الحالي ، ثم أتي التلفزيون مجارواً لها ، وكذلك المسرح ، فأطلق أهل الإعلام عليها ( الحيشان الثلاثة ) حين أطل صلاح إبن البادية باغنيته ( عريسنا سار ) .
بدأت الإذاعة من ذلك البيت الذي يقع جنوب ميدان الخليفة عبدالله بأم درمان ، ويجاور أو ربما في مكان مدرسة بيت الأمانة الحالية ، فكان الإرسال لساعة واحدة فقط بالصباح ، ومثلها في العصر.
وقيل وقتها أن هدف الإذاعة الأساس كان لخدمة أخبار جيوش الحلفاء في بداية الحرب العالمية الثانية ( 1938 – 1945 م ) . فالسودان كان سنداً للحلفاء بإعتبار أن الحكم كان إنجليزياً ، وبالتالي تم إرسال قوة دفاع السودان ( الجيش الحالي ) للحرب في مرتفعات أرتيريا ، وقد عسكرت القوة الضاربة بمدافعها وطيرانها المحدود القدرات في مناطق كرن داخل الحدود الأرتيرية الحالية ، حيث كانت قوات المحور بقيادة ( إيطاليا وألمانيا) تقف في الجانب المعاكس لتحمي عرين الإمبراطور الأثيوبي من سلالة آباء هيلاسلاسي . وقد كان يطلقونها عليها ( حرب السودان مع الطليان ) .
كان للإذاعة أعظم الأدوار في ظهور كل أهل الفن علي إمتداد بلادنا ، جنباً إلي جنب مع الشعراء والعلماء وأهل الرياضة والأدب وشيوخ الدين وأهل المدائح والتعليق الرياضي ، وتفسير القرآن وتلاوته، بجانب حوارات السياسية ، والتغطيات للفعاليات الوطنية وفي الأعياد ، وفي أحزان عيون الناس وأفراحهم... كل ذلك حملته الإذاعة السودانية علي عواتقها ، أو بالأصح عواتق الأجيال التي ساهمت قي بنائها وفي تطورها من إداريين ومهندسين ، وفنيي صوت وإخراج وبالطبع أجيال المذيعين ومقدمي البرامج ، الراحلين منهم ، أو الذين لازالوا علي قيد الحياة .
_____________________________________________________________
بعض أجيال المذيعين في هنا أم درمان
متولي عيد :
يعتبر الراحل متولي عيد صاحب أكبر بصمة وطنية بعد الإنجليز في إدارة الإذاعة السودانية ، بماعرف به من صرامة ، مقرونة بجهد متواصل حتي ينصع شيئاً إسمه ( هنا أم درمان ) ، وهو من الرعيل الأول المؤسس للعمل الإذاعي بما ظل يتمتع به من قدرات إكتسبها بالمران والتجريب والدربة ، ومتابعة الإذاعات الكبري كالقاهرة وبي بي سي العربية من لندن والتي أنشئت مع بادية الحرب الثانية ( 1938م ) ، ربما لخدمة ذات أغراض جيوش الحلفاء سابقة الذكر .
محمد صالح فهمي :
كان محمد صالح فهمي – رحمه الله – من أميز الإذاعيين الذين مروا علي تاريخ الإذاعة ، بدأها متدرباً ، وأنتهي بها إداريا فذاً في فنيات البرامج وإدارة العمل ، فكان لغوياً لايشق له غبار، وصاحب قدرات عالية في مجاله المهني ، وقد إرتبط إسم الإذاعة به لسنوات طوال.
خانجي :
تعود جذوره إلي ودمدني ، تلك المدنية المبدعة علي مر التاريخ ، والتي أعطت للوطن الكثير في عدة مجالات ، منذ مؤتمر الخريجين وأحمد خير وعلماء الإقتصاد كما مامون بحيري وحتي أعمدة الفن والرياضة والأدب والثقافة ، كان الخانجي يتميز بصرامة لا تقبل الجدل في إدارته للمهام التي يوكل بها ، رعي الكثير من المواهب وكان أساس تطوير العمل الإذاعي مع رفقائه من جيل الإذاعيين في ذلك الزمان .
صلاح أحمد محمد صالح :
بدأ العمل الإذاعي منذ نهاية الأربعينات من القرن الماضي عقب تخرجه من الكلية ، وقد ظهرت مواهبه وفكره المتسع ، فكان لابد للإدارة الإنجليزيه أن تبعث به في كورس تدريبي طويل المدي بهيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي ) فسافر ، ولعله قد كتب لسيد خليفة الذي كان لايزال بالقاهرة أغنية ( يا مسافر وناسي هواك .. أرواحنا وقلوبنا معاك ) .. وفي لندن كان خير معين للراحل الأستاذ الطيب صالح الذي إلتحق بإذاعة لندن في العام 1953م حين تقدم لها من الخرطوم عبر مكتب الإتصال البريطاني ، وقد كان الطيب وقتذاك معلماً يتدرب في معهد بخت الرضا في كورس السنتين المعروف لمعلمي المرحلة الوسطي القديمة والذي يدرب كل معلمي السودان. وحين عاد الأستاذ صلاح أحمد إلي إذاعة أم درمان ، فقد أشرف علي تقديم برنامج ( من حقيبة الفن ) الأكثر شهرو وقتذاك ، حيث كان يختار الغناء من الأسطوانات التي كان يحفظها في شنطة حديد ، فأطلق عليها إسم البرنامج منها .وبعد نيل البلاد لإستقلالها ، إلتحق صلاح أحمد بالسلك الدبلوماسي عند تأسيس وزارة الخارجية في العام 1956م التي كانت من نصيب السياسي الراحل القدير مبارك بابكر زروق المحامي ، وقد كان والد صلاح أحمد هو الشاعر الأديب أحمد محمد صالح أول رئيس لمجلس السيادة السوداني ومعه محمد صالح الشنقيطي ، وأحمد محمد يسن ، والدرديري محمد عثمان ، وسريسرو آيرو .
الصاغ التاج حمد :
أتي التاج حمد من بين صفوف مبدعي الجيش في فترة حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود ، وقد إختاره لمنصب مراقب عام الإاذعة اللواء محمد طلعت فريد وزير الإستعلامات وقتها ، وقد أدار التاج حمد إذاعة هنا أم ردمان وجدد في أجهزتها ، وفتح مجالات التدريب للمذيعين ، وقد ترك بصمات واضحة المعالم في سجلات الإذاعة السودانية ، وقد إستفادات من خبراته دولة الإمارات العربقية لسنوات طوال ، يرحمه الله .
علي محمد شمو :
كان من الإذاعيين الأوفر حظاً والأكثر عطاءً من أبناء جيله ، فقد كان محظوظاً أن بدأ حياته من الإذاعة المصرية عقب تخرجه في الأزهر ، وبالتالي فإن سمعته قد سبقته إلي فضاءات الوطن ، وقد تخصص في البداية في التعليق الرياضي لمباريات كرة القدم ، غير أن التخصص لم يكن مطلوباً في ذلك الزمان ، فإستفادت الإدارة من قدراته في عدة أنشطة إذاعية ، فقدم السياسية وقدرأ التحليل ، وتخصص في عدة مجالات ، وقد كان يجيد فن التغطيات كاملة للأحداث من موقعها الحدث وعلي الهواء مباشرة .
كان علي شمو محظوظاً ن أوكلأنحين أوكل له زميله صلاح أحمد برنامج من حقيبة الفن ، بسبب الإقبال الجماهير للبرنامج الذي كان يستغر ق ساعة واحدة ، غير أن علي شمو قد إقترح علي صلاح بأنه سوف يغير من نمط البرنامج ، وسوف يستغني عن الأسطوانات التي شاخت خامتها بفعل الزمن بسبب صناعتها من البلاستيك ، فيأتي بالفنان عياناً بياناً ليغني في البرنامج علي الهواء ويتحمل كامل تبعات ذلك ، فكان أول ضيوفه هما الراحلين ( عوض وإبراهيم شمبات ) ، وقد كان أجرهما فقط 25 قرشاً ، أي ربع جنيه ... فتأمل معي قوة ذلك الجنيه السوداني قبل خمس وخمسين عاماً ، ليصبح الأستاذ علي شمو أول إذاعي يحول برنامج الحقيبة إلي مادة حية بشخوصها وبمطربيها وبشعرائها .
وتدرج الأستاذ شمو في الإذاعة حتي وصل أعلي قممها ، وعند لإتتاح التلفزيون ، كان الأنسب في تولي إدارته ، وقد كانت له مقابلة شهيرة بالتلفزيون حين إستضاف سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم في حوار كامل حين حضرت للسودان لإحياء حفلين بالمسرح القومي لصالح المجهود الحربي لبناء الجيش المصري بعد هزيمة الخامس من حزيران 1967م والتي سميت بالنكسة. وقد كان وزير الإعلام وقتها الأستاذ عبدالماجد أبو حسبو المحامي .
محمد خوجلي صالحين :
كان صالحين من جيل الإذاعيين من أصحاب الإمكانات الصوتية القوية ذات الجرس العالي ، كان جهور الصوت ، يكاد صوته يشق غطاء الراديو ، كيف لا ، وقد إرتبط بقراءة الأخبار التي تحمل أخطر القرارات ،فضلاً علي البرامج الحوارية التي كان يقدمها ، فتدرج وتدرج حتي أصبح مديرا للإذاعة ، ثم وزيرا للإعلام لاحقاً ، وقد كان يقدم بعض البرامج الإذاعية الهامة ، حيث كان صوته قد رسخ تماماً في مخيلة أهل السودان.
حمدي وحمدي :
كانا فارسين من فرسان الإذاعة أولاً قبل التلفزيون ، حمدي بدرالدين ، وحمدي بولاد ، فبدرالدين كان يجيد قراءة الأخبار بصوته القوي الملامح ، ومخارج الحروف تتضح معالمها ، والراديو يكاد يهتز من قوة صوته ، وقد قدم العديد من برامج الإذاعة ، قبل أن ينتقل نهائياً إلي التلفزيون.
أما حمدي بولاد ، فكان ملك برامج المنوعات ، وكيف ينسي له شعبنا تلك الإشراقة الصباحية مع الر احلة ليلي المغربي ، وهي بعد صغيرة في السن ، وكبيرة في إبداعها وفهمها ، وصوته الندي الذي يطل في صباحات السودان يسند فكرة بولاد ، فيتبادلان التقديم ، ويبعثان علي الأمل والتأهب لكل جميل بعد قراءة نشرة أخبار الساعة السادسة والنصف صباحاً ، ثم إنتقل الإسم لنفحات الصباح بتقديم ليلي ... وكان يهل علي الجمهور قبل ذهابهم غلي أعمالهم ومدارسهم صوت ليلي ( إلي من نحيي هذا الصباح ) .. ثم تختار فئة أو شريحة محددة ذات عطاء لتهديهم تحية الصباح ولحن الصباح .. ونذكر تحيتها لنا في السابع من مارس 1970م ونحن في طريقنا إلي حجرات إمتحانات الشهادة الثانوية بمدرسة ودمدني الثانوية ،حيث قالت ( وكان معنا راديو ترانزيستر صغير ): إلي طلابنا في كل مكان وهم يتوجهون لإنجاز إمتحانات الشهادة السودانية ، ثم أطل علينا صوت الفنانة أماني مراد ( مبروك النجاح .. زاد قلبي إنشراح ) ورحم الله ليلي المغربي وليلي الإذاعة وليلي الإبداع الفخيم .
وللمذيعات ألق وإشراق :
جئن إلي حوش الإذاعة بكل القوة والثبات والثقة في النفس ، جئن زرافات ووحدانا ، فقدمن الفكرة والبرنامج وقرأن الأخبار .. كيف لنا أن ننسي عفاف صفوت ، الرضية آدم ، محاسن سيف الدين ، رجاء حسن حامد ، سهام المغربي ، ليلي المغربي ، وحتي جيل إسراء زين العابدين والكواكب الجديدة.
وتمدد عطاء إذاعيون آخرون عرفهم شعبنا
ظلت أجيال عديدة من الإذاعيين وأهل الإعلام يتسيدون العمل الإذاعي ، وقد ظل شعبنا يعرفهم فرداً فرداً ، وكيف ننسي جهود كل من الصاغ التاج حمد مراقب عام الإذاعة في زمان حكم الرئيس إبراهيم عبود ، يسن معني ، أحمد قباني ، عبدالكريم قباني ، صالح محمد صالح ، عبدالرحمن أحمد محمد صالح ،إسماعيل طه ، حديد السراج ، أيوب ، علم الدين حامد ،بوعاقلة يوسفأب أبوعاقلة يوسف ، الفكي عبدالرحمن ، أحمد سليمان ضو البيت ، صالح بانقا ، عمر عثمان ، سمير أبوسمرة الذي إلتحق بإذاعة موسكو العربية في زمان باكر ، وعمر الجزلي ، ومحمد سليمان وحتي جيل عبدالمطلب الفحل وبرامجه الرشيقة .
أشهر البرامج الإذاعية
كثيرة هي برامج الإذاعة ، التي سكنت داخل وجدان أهل السودان ، حين كان الراديو هو المتكأ وهو الترفيه ، وهو إعتدال المزاج . كان الناس يتوقون إلي سماع برنامج ما يطلبه المستمعون عصر الإثنين والجمعة من كل إسبوع ، وكانت حقيبة الفن تتبختر ، فجاءت تحمل كل الإرث الغناء القديم المحفوظ في أسطوانات العم الراحل ديمتري البازار الذي كان يجهد نفسه في أخذ الفنانين بالقطار حتي القاهرة لينجز التسجيل في الأسطوانات التي يقوم بتوزيعها تجاريا بالسودان حيث كانت الفونغراف والذي يطلق عليه الأفندية البك أب (Pick Up ) هو سيد الموقف قبل ظهور المسجلات ماركة قرندنق الألمانية ذات الشريط الدائري ( Reel ) .
كما كان هناك برنامج ( من ربوع السودان ) والذي ألف شعاره فنان الرباطاب الذي جييء به من أبوحمد ( أحمد عمر الرباطابي ) .. وهو ذو صوت تطريبي مهول ، فكان يغني والشيالين معه : ( من أم در لربوع سودانا ... نحييك وإنت كل آمالنا ) ، فلم ينس الرطب في الشمال ومن دار كردفانا غنينا ، وربوع البادية ، وهضاب الشرق ، وشمالك فيه بركاوينا ، وودعناك خلاص ياربوع ونجيلك تاني بعد إسبوع ، نلقاك فوق زحل مرفوع ، وخيراتك تفيض نوع نوع ، ولكن ... حين تحول البرنامج إلي مرتين في الإسبوع ، تم تعديل النص ليصبح : ونجيك مرتين في سبوع .
نعم كان للبرامج السياسية نكهتها ، فكيف لنا أن ننسي حديث الأربعاء الذي يكتبه ويقدمه الإذاعي اللامع أبوعاقلة يوسف طيب الله ثراه .
وعقب صلاة الجمعة يأتي المبدع الأصيل الإذاعي عمر عثمان في ساعة سمر ، وياله من سمر ، حفلات نهارية يجهد فيه عمر نفسه ليأتي في كل مرة بفنان جديد ليغني حفل كامل ، ثم سرعان ماترسخ أقدامه في ساحة الغناء ، فجاء بالتاج مكي ورائعة الحلنقي وعمرالشاعر ( حبيتك عشانك كسلا وخليت دياري عشانك ... وعشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانك ) فتمدد بها التاج وإنتشر ، وكيف ننسي صاحب ( ياناس .. شوفي لي حلل ) إنه ذلك الفنان النحيف وهو يستخدم آلة الطنمبور في غناء حديث لأول مرة ، وقد عرفت الآلة بغناء الشايقية ، نعم جاء أبو عبيدة حسن وتمدد وإنتشر أيضاً ، فأردفها : يا سواقو ليه سقتو .. من البيت لمدرستو .
ثم تقدم الإذاعة برامج الرياضة ، وتنتقل بنا في إذاعة خارجية ، بدءاً بدار الرياضة بأم درمان حين تكون هلال مريخ ملتهبة ، فيأتي صوت ذلك الرائع الراحل ( طه حمدتو ) الذي لم يكن يذيع فحسب ، بل يأتي لنا بثقافة رياضية علية المقام ، فهو مواكب للرياضة العالمية ، ويأمرنا طه بأن نمسك ورقة وقلم ليحدد ويقسِّم الملعب عن طريق المربعات ، نعم قدم طه حمدتو لنا أسماء مشاهير الرياضة منذ عهد عبدالخير بالهلال الذي إنتقل لنادي الترسانة القاهري ، والسد سليمان فارس الذي جاءه الإسم من جمهور النادي الأهلي القاهري حين كان عبدالناصر يشيد السد العالي ، وسمير محمد علي حارس أهلي الخرطوم فأهلي القاهرة وإستقر هناك ، وعمر النور ، إبن الرابطة ودمدني ، ذلك الغزال الأسمر الذي عشقه جمهور الزمالك ، وغيرهم كثر ، ثم كان معه علي الحسن مالك ، وحسين أبو العائلة ، وحتي عصر الرشيد بدوي عبيد .
لكننا مع طه حمدتو تعلمنا ثقافة الكرة ، وتعليقات طه حمدتو لاتزال ترن في أذني : سبت دودو حارس الهلال يعمل Diving في الهواء ويستلم الكرة من قذائف ماجد المريخ الصاروخية القاتلة التي هزم بها الهلال ثمان مرة في موسمين ، فلم ينصلح الحال إلا بعد أن توفق الهلال في تسجيل درة الكرة السودانية علي إطلاقها نصرالدين عباس جكسا من نادي الربيع بحي العرضة في العام 1963م بمبلغ أربعمائة جنيه فقط ، دفعها قطب الهلال الراحل مصطفي كمال راشد ( كيشو ) صاحب فندق دي باريس الذي تعسكر فيه الفرق الرياضية والفنية الأجنبية بشارع الحرية بالخرطوم ..... نواصل ،،،،،
نشر بتاريخ 27-08-2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.