[email protected] كثر الحديث وتشعب ، بل وظل يتمدد في قلب الأحداث السياسية التي تطغي علي ساحات العمل الوطني في بلادنا ، وهذا إنما يدل علي عظمة هذا الحزب العريق الذي جرت محاولات عديدة تعود لأكثر من أربعين عاماً ، وتستمر حتي اللحظة ، وذلك بغرض تغييبه عن ميدان السياسة في بلادنا ، خاصة وأن إيمان شعبنا يظل راسخاً بأن رياح الديمقراطية الخلاقة ستهب بأسرع مما يتخيله البعض، كما أن وسطية الإتحادي الأصل ونشأته تجعله يقاوم كل الأزمنة الضاغطة الرديئة التي تمر علي الوطن العزيز من وقت لآخر ، فتذهب تلك الأزمنة الرديئة بعد حين ، ليطل في الساحة فارسها الإتحادي والذي يستقطب دوماً جماهير أهل السودان بمغناطيس جذب سحري لم يعرف كنهه حتي اللحظة . وتلك هي الوصفة السحرية التي يتميز بها حزبنا ، إذ سرعان ما يلتف حوله أهل السودان وبروح معنوية عالية ، بل وبفرحة غامرة تثير الدهشة والإعجاب معاً . وما يدعو إلي الدهشة المقرونة بكل علامات التعجب أن يصرح مولانا أحمد إبراهيم الطاهر بأنه علي القوي السياسية أن تعترف بنتائج الإنتخابات البرلمانية السابقة كجواز مرور لدخولها الحكومة العريضة القادمة . وهنا نحن لاندري ، إن كان سيادته يدري أو لايدري بأن مسألة الإستوزار العابر ليس من إهتمامات أهل السودان كما يتصور البعض ، فأهل السودان وقواه الحية التي تظل تقبض علي جمر قضية الوطن ، وفي قلبها الإتحادي الأصل ، قلقين الآن بسبب ما يحدث بالمنطقة العربية من تدخلات وهجمات الناتو الأطلسية ، وهي ليست ببعيدة من أن تتحول صواريخها بعد حين إلي قلب الخرطوم ، فتضرب وبلارحمة كل إرث أهل السودان . ولذا نقول لمولانا الطاهر ( الناس في شنو ... والحسانية في شنو ؟؟؟ ) فإنت يا سيدي مهموم بمقاعد السلطة ، ونحن مهمومين بأمن الوطن كله ، فشتان ما بين الهمين ، فكيف بالله بعد أن أصدرت القوي السياسية الشرعية بياناتها عقب الإنتخابات الماضية تعلن عدم إعترافها بمجلسكم وبمجالس الولايات ، تأتي اليوم لتضع شروطك للإستوزار ، ناسياً أن رئيس البرلمان لا شأن له بتفاصيل محاورات السياسة وأهل السياسة مع السلطة الحاكمة ، ولعلك تطمع في تغييب السلطة التنفيذية وربما القضائية ، وحتي تغييب مهام مؤسسة الرئاسة بكل زخمها ، لتحصرها في مجلسك ، بل في سيادتكم فقط ، ما أثر دهشة كافة ألوان الطيف السوداني وقطاعاته المجتمعية المتفتحة جداً ، برغم تحفظ حزبنا الأصل علي نتئج الإنتخابات كلها . كما أن دائرتك الإنتخابية لا تخرج عن نطاق الأمر ، نعم ، دائرتك في بارا ، حيث وقفت قبائل المجانين تدعم علي إطلاقها مرشح حزب الحركة الوطنية وهو سعادة العميد أبوشنب الذي أبعدته الإنقاذ في زمان داكن الظلام من مقعد قنصل السودان في إنجلترا أو مدير إدارة الجوازات في سفارتنا بلندن حين كانت الوظائف لا تدخل فيها الأيدلوجيات التي ضربت الخدمة المدنية والعسكرية وحتي الأمنية في مقتل واضح الملامح ، فجاءت بأهل الولاء الأيدلوجي الذي فشل معظمهم في كافة أشكال إدارة كل المرافق في بلادنا ، فقد إلتف أهل دائرة بارا الغربية والمزروب حينها حول إبنهم القوي الأمين الباهر الصامد الصابر( العميد أبو شنب ) الإتحادي الأصيل والأصل ، حيث أحرز الفوز منذ عصر اليوم الأول في الإنتخابات ، ولكن لم يصل إلي مقعد البرلمان حتي اللحظة ، تماما مثلما لم يصل العديد من مرشحي ولاة الولايات الإتحاديين الأماجد في أكبر ست ولايات فازوا فيها كما تشير المؤشرات . أما عن الجدل الدائر في أروقة الصحف حول القيادات الهلامية التي تسبب العكننة وسط هذا الحزب المنسجم دوماً ( الإتحادي الأصل ) فإن الأمر لا يزيد علي أنها ( زوبعة في فنجان ) وإنتهت ، فذهبوا وبقي حزبنا في قلب الحركة الوطنية حاملاً هموم الوطن بين جوانحه. وحين حزمت قيادة الحزب الإتحادي الأصل أمرها جيداً وتوصلت لقناعات تامة بأن هذا الوطن وبكل جراحاته الغائرة لن يشهد إستقراراً بفضل العديد من المهددات التي باتت تهدد وجوده ولا تحتاج منا كثير شرح لكثرة تداول الناس لها في كافة قطاعاتهم الحديثة والتقليدية ، وهنا نعيد القول مراراً بأنه حين حزمت قيادة الحزب الإتحادي الأصل أمرها ووضعت مقترحاتها التي تؤمن بها إيما إيمان ، ولا أقول وضعت شروطها ، فإنها قد فوضت لجنة عليا للتفاوض في أمر الوطن مع المؤتمر الوطني ، وحددت مهام التفاوض في مسألة الدستور ، لأنه هو الذي يحدد مسار الدولة القادمة ، بعد أن فشلت الدولة القديمة في الحفاظ علي تراب الوطن ، حتي لا تتكرر سليبات مشاركة التجمع في السلطة بعد إتفاقية نايفاشا للسلام ، تلك المشاركة التي كان شعب السودان يعتقد بأنها سوف تحدث له نقلة نوعية بسبب المكتسبات الشعبية التي نصت عليها إتفاقية القاهرة مع التجمع في العام 2005م ، فإذا بالخمس سنوات تمر ، ولا بند واحد قد تحقق من تلك المكتسبات. وحتي مسألة دخول القوات الأجنبية لأراضي السودان فقد كان موقف قيادة الإتحادي الأصل واضحا وجلياً وهو الرفض للدخول ، برغم أن المؤتمر الوطني كانت له رؤاه الأخري في الأمر ، فقبل الأمر .. وتمددت معاناتنا مع اليونميد واليونميز معاً حتي اللحظة . فالأجدي للسلطة أن تذهب مباشرة نحو الحلول الجادة طويلة الأجل ، وتقبل مبادرة الحزب الإتحادي الأصل في أهمية بحث فرص التلاقي الوطني الخلاق لإعتماد حالة وفاق وطني شامل يضع الملح علي كل الجراحات الغائرة ، وفي هذه الحالة فقط ستحل جميع مشاكل الوطن ، وتتحد الرؤية لإبعاد شبح الهجمة علي السودان والتي باتت ملامحها تتضح حتي إن كان ذلك سراً مثلما نري الآن الحملات والهمز واللمز في المنابر الأممية . فالإتحادي الأصل إذا وصل لقناعات إيجابية للمشاركة في السلطة من أجل الوطن ، فإن الأمر لن يحتاج إلي تحرك ضغوط ساذجة تقوم بتوظيف شخصيات باهتة الأداء لا تحمل فكراً أو خططاً لصنع الحياة الكريمة القادمة لجماهير شعبنا ، وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن الإحساس بمعاناة الجماهير عير متوفر لديهم مطلقاً ، فشتان ما بين ساكني القصور الفاخرة والأموال المتدفقة ، وبين جماهير الإتحادي المليونية الكادحة التي ظلت تقبض علي جمر قضية الوطن لأكثر من عشرين عاماً خلت ، وبالتالي تظل جماهير الإتحادي الأصل ، وتدعمها جماهير اهل الطريقة الختمية الباهرة هي صمام الأمان لبلادنا أمام كل هجمة طارئة تستهدف إستقرار هذا الوطن الجميل ، والذي يظل متماسكاً جدا في الزمان القادم بحول الله .. وغدا سوف تتفتح ملايين الزهور في بلادنا حين ينجلي الحق وإن طال الأجل ،،،،،،