بقلم : صلاح الباشا [email protected] كثر الحديث وتشعب ، بل وظل يتمدد في قلب الأحداث السياسية التي تطغي علي ساحات العمل الوطني في بلادنا ، وهذا إنما يدل علي عظمة هذا الحزب العريق الذي جرت محاولات عديدة تعود لأكثر من أربعين عاماً ، وتستمر حتي اللحظة ، وذلك بغرض تغييبه عن ميدان السياسة في بلادنا ، خاصة وأن إيمان شعبنا يظل راسخاً بأن رياح الديمقراطية الخلاقة ستهب بأسرع ما يتخيله البعض، وذلك يرجع إلي أن وسطية الإتحادي تجعله يقاوم كل الأزمنة الضاغطة الرديئة التي تمر علي الوطن العزيز من وقت لآخر ، فتذهب تلك الأزمنة الرديئة بعد حين ، ليطل في الساحة فارسها الإتحادي والذي يستقطب دوماً جماهير أهل السودان بمغناطيس جذب سحري لم يعرفه كنهه حتي اللحظة . وتلك هي الوصفة السحرية التي يتميز بها حزبنا ، إذ سرعان ما يلتف حوله أهل السودان وبروح معنوية عالية ، بل وبفرحة غامرة تثير الدهشة والإعجاب معاً . وما يدعو إلي الدهشة المقرونة بكل علامات التعجب أن يصرح مولانا أحمد إبراهيم الطاهر بأنه علي القوي السياسية أن تعترف بنتائج الإنتخابات البرلمانية السابقة كجواز مرور لدخولها الحكومة العريضة القادمة ، ونحن لاندري ، إن كان سيادته يدري أو لايدري بأن مسألة الإستوزار العابر بات ليس من إهتمامات أهل السودان كما تصور البعض ، فأهل السودان وقواه الحية التي تظل تقبض علي جمر قضية الوطن ، وفي قبلها الإتحادي الأصل ، قلقين الآن بمايحدث بالمنطقة من تدخلات وهجمات الناتو الأطلسية ، وهي ليست ببعيدة من أن تتحول صواريخها بعد حين إلي قلب الخرطوم ، فتضرب وبلارحمة كل إرث أهل السودان . ولذا نقول لمولانا الطاهر ( الناس في شنو ... والحسانية في شنو ؟؟؟ ) فإنت يا سيدي مهموم بمقاعد السلطة ، ونحن مهمومين بأمن الوطن كله ، فكيف بالله بعد أن أصدرت القوي السياسية الشرعية بياناتها عقب الإنتخابات الماضية تعلن عدم إعترافها بمجلسكم وبمجالس الولايات ، تأتي اليوم لتضع شروطك للإستوزار ، ناسياً أن مهام رئيس البرلمان لا شأن له بتفاصيل محاورات السياسة وأهل السياسة مع السلطة الحاكمة ، ولعلك تطمع في تغييب السلطة التنفيذية وربما القضائية ، وحتي تغييب مهام مؤسسة الرئاسة بكل زخمها ، لتحصرها في مجلسك ، بل في سيادتكم فقط ، ما أثار دهشة كافة ألوان الطيف السوداني وقطاعاته المجتمعية المتفتحة جداً ، برغم تحفظ حزبنا الأصل علي نتئج الإنتخابات كلها ، ودائرتك الإنتخابية لا تخرج عن نطاق الأمر ، نعم ، دائرتك في بارا . أما عن الجدل الدائر في أروقة الصحف حول القيادات الهلامية التي تسبب العكننة وسط هذا الحزب المنسجم دوماً ( الإتحادي الأصل ) فإن الأمر لا يزيد علي أنها ( زوبعة في فنجان ) وإنتهت ، فذهبوا وبقي حزبنا في قلب الحركة الوطينة . ولأن تلك التي تدعي بأنها قيادات مؤثرة في الشارع الإتحادي ، وهي غير ذلك ، ستظل تعيش الوهم ، وذلك لسببين ، الأول هو وعودها خلف الكواليس للسلطة الحاكمة بأنها سوف تسحب هذا الحزب من رجليه عنوة ليشارك بأي مستوي في الحكم ، والوهم الثاني هو أن تلك القيادات تعتقد أنها تمتلك القدرات الحركية وتتكيء علي إرث عريض وسط الجماهير يجعلها تقلب الأمور في هذا الحزب المتماسك جيداً رأساً علي عقب ، وهي غير ذلك تماماً ، لايؤيدها أحد ، بل ويمد لها الإتحاديون الشرفاء ألسنتهم علي الدوام ، لكنهم لايدرون ، نظرا لإبتعادهم عن حركة الجماهير الكادحة الصامدة والصابرة ، فالبون شاسع ، وهذا وحده يكفي . وهنا ، لابد لنا أن نناقش أولا من يقفون خلف مثل هذا الصراع الأهوج ، وأقصد بذلك الذين أوهموا المؤتمر الوطني بأنهم قادرون علي فركشة هذا الحزب المتماسك بحيث لا يصبح مهدداً قوياً للمستقبل السياسي لحزب السلطة فور توافر أركان الديمقراطية كاملة الدسم ، وهي ديمقراطية لابد عائدة وراسخة ومتجددة أيضا، فهم قد وعدوا السلطة بمثل هكذا إجراء . وحين حزمت قيادة الحزب الإتحادي الأصل أمرها جيداً وتوصلت لقناعات تامة بأن هذا الوطن وبكل جراحاته الغائرة لن يشهد إستقراراً بفضل العديد من المهددات التي باتت تهدد وجوده ولا تحتاج منا كثير شرح لكثرة تداول الناس لها في كافة قطاعاتهم الحديثة والتقليدية ، وهنا نعيد القول مراراً بأنه حين حزمت قيادة الحزب الإتحادي الأصل أمرها ووضعت مقترحاتها التي تؤمن بها إيما إيمان ، ولا أقول وضعت شروطها ، فإنها قد فوضت لجنة عليا للتفاوض في أمر الوطن مع المؤتمر الوطني ، وحددت مهام التفاوض في مسألة الدستور ، لأنه هو الذي يحدد مسار الدولة القادمة ، بعد أن فشلت الدولة القديمة في الحفاظ علي تراب الوطن ، حتي لا تتكرر سليبات مشاركة التجمع في السلطة بعد إتفاقية نايفاشا للسلام ، تلك المشاركة التي كان شعب السودان يعتقد بأنها سوف تحدث له نقلة نوعية بسبب المكتسبات الشعبية التي نصت عليها إتفاقية القاهرة مع التجمع في العام 2005م ، فإذا بالخمس سنوات تمر ، ولا بند واحد قد تحقق من تلك المكتسبات. وبالتالي فإن قيادة هذا الحزب العريق والمتماسك جداً ، باتت تدير ظهرها لمسألة المشاركة الديكورية في مقاعد الحكم ، بل باتت ليست من إهتماماتها المشاركة ، بقدر الإهتمام بأمن وإستقرار الوطن كله ، كما ظلت قيادة الإتحادي الأصل في ذات الوقت تعمل جاهدة في نزع فتائل التوتر في العديد من مناطق السودان ، وفي آخرها التحرك لإحتواء الأمر في النيل الأزرق ، وهي بذلك تسبق كل الساحة السياسية في هذا التوجه الإيجابي. وحتي مسألة دخول القوات الأجنبية لأراضي السودان فقد كان موقف قيادة الإتحادي الأصل واضحا وجلياً وهو الرفض للدخول ، برغم أن المؤتمر الوطني كانت له رؤاه الأخري في الأمر ، فقبل الأمر .وتمددت معاناتنا مع اليونميد واليونميز معاً . فالأجدي للسلطة أن تذهب مباشرة نحو الحلول الجادة طويلة الأجل ، وتقبل مبادرة الحزب الإتحادي الأصل في أهمية بحث فرص التلاقي الوطني الخلاق لإعتماد حالة وفاق وطني شامل يضع الملح علي كل الجراحات الغائرة ، وفي هذه الحالة فقط ستحل جميع مشاكل الوطن ، وتتحد الرؤية لإبعاد شبح الهجمة علي السودان والتي باتت ملامحها تتضح حتي إن كان ذلك سراً مثلما نري الآن الحملات والهمز واللمز في المنابر الأممية . فالإتحادي الأصل إذا وصل لقناعات إيجابية للمشاركة في السلطة من أجل الوطن ، فإن الأمر لن يحتاج إلي تحرك ضغوط ساذجة تقوم بتوظيف شخصيات باهتة الأداء لا تحمل فكراً أو خططاً لصنع الحياة الكريمة القادمة لجماهير شعبنا ، وذلك لسبب بسيط جداً وهو أن الإحساس بمعاناة الجماهير عير متوفر لديهم مطلقاً ، فشتان ما بين ساكني القصور الفاخرة والأموال المتدفقة ، وبين جماهير الإتحادي المليونية الكادحة التي ظلت تقبض علي جمر قضية الوطن لأكثر من عشرين عاماً خلت ، وبالتالي تظل جماهير الإتحادي الأصل ، وتدعمها جماهير اهل الطريقة الختمية الباهرة هي صمام الأمان لبلادنا أمام كل هجمة طارئة تستهدف إستقرار هذا الوطن الجميل ، والذي يظل متماسكاً جدا في الزمان القادم بحول الله .. وغدا سوف تتفتح ملايين الزهور في بلادنا حين ينجلي الحق وإن طال الأجل ،،،،،،