د.عبداللطيف محمد سعيد [email protected] هناك نكتة قديمة ايام كان مدير التلفزيون المهندس خال الرئيس الطيب مصطفى الذي اتعبنا ببث ساحة الفداء وما شابهها من برامج طاردة تقول ان احدهم سئل عن اسماء بعض الفضائيات التي يعرفها فذكر الببي سي وال الام بي سي ثم ذكر (الدبليو سي) فقالوا له لا توجد فضائية بهذا الاسم وهذا الاسم يطلق على اماكن معينة فاجاب بانفعال وماذا تطلقون على الفضائية السودانية؟ كان المهندس الطيب مصطفى ومجموعته يسمونها الطاهرة ويروجون لذلك ولكن هذا لم يدفع الناس لمشاهدتها بل هروبوا منها وصار صغارنا يعرفون كل الفنانين العرب والاجانب واغانيهم ولا يعرفون اي فنان سوداني ولا ينكر ذلك الا مكابر فقد انداحت ثقافة الغناء غير السوداني في الشارع السوداني وفي مناسباتنا الخاصة فالاحتفال بالزواج وحتى وما يعرف بالزفة تتم باغنيات غير سودانية وصار الصغار يترنمون باغنيات غير سودانية. وادارة التلفزيون تكابر وتنافق وتصر على ان الفضائية السودانية اسمها الطاهرة. اليوم الفضائية الطاهرة تظلم بنيها فقد نظم العاملون بالتلفزيون القومي الاسبوع الماضي، وقفة احتجاجية في الميدان قبالة مكاتب مدير التلفزيون، احتجاجاً على تأخر صرف استحقاقاتهم، وقال مصدق حسن رئيس نقابة عمال التلفزيون ل (الرأي العام)، إن للعاملين متأخرات لأربعة أشهر وكذلك متأخرات بدل لبس والأجر الإضافي، وأضاف أنهم يريدون مقابلة المدير لمعرفة كيفية الوصول إلى حل. وقال عاملون بالتلفزيون إن هناك متأخرات منذ العام 2008م، وهدّدوا بالاعتصام مرةً أخرى في الأيام المقبلة إذا لم تحل مشاكلهم كافة. ومن الخبر عرفنا ان السيد مدير الفضائية السودانية محمد حاتم يُعتمر هذه الأيام. فكيف يستقيم ذلك؟ اشياء كثيرة لا نفهمها هذه الايام اذا ان العاملون بالتلفزيون لم يصرفوا مرتباتهم ولا حوافزهم لفترة طويلة حددوها باربعة شهور فكيف يتثنى لمدير التلفزيون السفر لاداء العمرة؟ كم تكلف العمرة في عهد الانقاذ؟ كم سعر الريال السعودي اليوم؟ من اين للسيد مدير التلفزيون تكلفة العمرة ومن المفترض انه لم يصرف اجره كالاخرين إلا اذا كان يصرف هو ولا يهتم بالاخرين؟ انه بدع هذا الزمان التي تنتهي... وحكاية المرتبات التي تصل الى ما يقارب المليار والمخصصات التي ترتفع الى اعلى من مرتبات كل العاملين بالوزارة او الهيئة ولا نريد ان نحدد او نذكر حكاية مدير سوق الاوراق المالية ولا حافز الامتحانات للمدير بوزارة التربية والتعليم ولا علاج ابن فلان بالخارج على حساب الدولة ولكن نتساءل كيف يستطيع موظف في هذا الزمن الذي يعاني فيه الناس من الفقر ومن ارتفاع الاسعار ان يعتمر؟ اظمها عادة اعتادها كبار موظفي الدولة ان يذهبوا الى الاراضي المقدسة في العشرة الاواخر من رمضان؟ ويا ترى كم مرة اعتمر هذا المدير؟ يقولون اذا عرف السبب بطل العجب لقد عرفت الان سبب تردي التلفزيون السوداني وعرفت لماذا يهرب ابنائي منه وانني واهم عندما احدثهم عن التلفزيون السوداني وعن الهوية السودانية وعن وعن وواقع الحال يقول بغير ذلك! والله من وراء القصد نشر بتاريخ 10-09-2011